رحب وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بقرار الجمعية العامة منح فلسطين صفة دولة مراقب في الأممالمتحدة، مؤكداً أن القرار ينبغي أن يشكل عاملاً مساعداً للحل لا معطلاً له، وأن التعطيل الحقيقي يتمثل في غياب أفق الحل السياسي، ورفض اسرائيل لكافة الحلول السلمية واستمرارها في بناء المزيد من المستوطنات. وأبدى الفيصل آسفه الشديد للوضع في سوريا الذي يزداد تدهوراً سواء من جهة ازدياد حجم الضحايا والمهجرين أو من جهة التدمير الشديد الذي تشهده المدن السورية تحت قصف الآلة العسكرية العمياء للنظام التي لاتبقي ولا تذر. كما دعا الأشقاء في اليمن بكافة فئاتهم وأطيافهم إلى الاستجابة لجهود الحكومة اليمنية والانخراط في المؤتر الوطني للحوار الشامل الذي يحتاجه اليمن اليوم أكثر من أي وقت مضى استكمالاً لتنفيذ نصوص اتفاقية المبادرة الخليجية والحفاظ على وحدتهم الوطنية والإقليمية وتحقيق أمنهم واستقرارهم وزدهارهم. جاء ذلك، في الإيجاز الصحافي الدوري لوزير الخارجية اليوم في مقر وزارة الخارجية بالرياض، واستهله بكلمة في ما يأتي نصها بحسب وكالة الأنباء السعودية: "أحمد الله تعالى الذي منّ على خادم الحرمين الشريفين بالشفاء، وأدعوه عز وجل أن يديم عليه الصحة والعافية، ويحفظه ليكمل المشوار الذي بدأه في تطوير الوطن ومناصرة الحقوق المشروعة للشعوب العربية والإسلامية، كما أشكركم جزيلا على سؤالكم المستمر خلال الأزمة الصحية التي ألمت بي مؤخراً، ومشاعركم الطيبة التي كان ينقلها لي أولاً بأول رئيس الإدارة الإعلامية. أمامنا العديد من القضايا، وأود أن ابدأ بتجديد الترحيب بقرار الجمعية العامة بمنح فلسطين صفة دولة مراقب في الأممالمتحدة، مع التأكيد على أن هذا القرار ينبغي أن يشكل عاملاً مساعداً للحل لا معطلاً له، وأن التعطيل الحقيقي يتمثل في غياب أفق الحل السياسي ورفض اسرائيل لكافة الحلول السلمية واستمرارها في بناء المزيد من المستوطنات وابتلاع الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وهي السياسية التي من شأنها اجهاض الحل العادل والشامل والدائم لهذا النزاع الطويل ، ويظفي عليه المزيد من التعقيدات. ونأمل من مجلس الأمن الدولي أن يتعامل بايجابية مع هذا القرار، ويستجيب لرأي الأغلبية الدولية في تعاطيه مع الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني، ووضع حد لسياسة المماطلة الاسرائيلية في اطار مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين. الوضع في سوريا يبقى وللأسف الشديد يزداد تدهوراً سواء لجهة ازدياد حجم الضحايا والمهجرين أو لجهة التدمير الشديد الذي تشهده المدن السورية تحت قصف الآلة العسكرية العمياء للنظام التي لا تبق ولا تذر، وهو الأمر الذي يجعل من عملية الانتقال السياسي للسلطة أكثر حتمية وضرورة للحفاظ على سوريا أرضاً وشعبا. ونرى في تشكيل الائتلاف السوري الجديد خطوة إيجابية مهمة تجاه توحيد المعارضة تحت لواء واحد، ونأمل أن نشهد خطوة مماثلة نحو توحيد مواقف ورؤى المجتمع الدولي في تعامله مع الشأن السوري من كافة جوانبه السياسية والأمنية والإنسانية، وسوف تشارك المملكة بمشيئة الله تعالي في مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في مراكش الأسبوع المقبل، وذلك في ظل حرصها على الدفع بالجهود الدولية في هذا الاتجاه. وفي اليمن، نتابع باهتمام الجهود القائمه لعقد المؤتر الوطني للحوار الشامل، وادعوا الاشقاء في اليمن بكافة فئاتهم واطيافهم إلى الاستجابة لجهود الحكومة اليمنية والانخراط في هذا الحوار المهم الذي يحتاجه اليمن اليوم أكثر من أي وقت مضى استكمالاً لتنفيذ نصوص اتفاقية المبادرة الخليجية، وللحفاظ على وحدتهم الوطنية والإقليمية، وتحقيق أمنهم واستقرارهم وازدهارهم. في خضم الأزمات المتلاحقة التي تجتاح العالم، يبرز لنا بصيص نور وأمل يتمثل في افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات في مدينة فيينا، وقد شرفت بالمشاركة في افتتاح المركز مع كل من معالي وزيري خارجية النمسا واسبانيا، وبمشاركة واسعة من قيادات الديانات والثقافات في العالم، ويحدوني عظيم الأمل أن يصبح المركز منارة للسلام والوئام، وترسيخ ثقافة الاحترام والتعايش بين الشعوب ومعالجة الاختلافات فيما بينها، وفي ظل الغايات والاهداف التي أنشيء المركز من أجلها". بعد ذلك أجاب وزير الخارجية على أسئلة وسائل الإعلام التي حضرت الإيجاز الصحافي ، وأوضح رؤيته حول الوضع السوري وتخوف البعض من حدوث فوضى بعد سقوط النظام السوري، قائلاً : "الأمل دائما موجود على أي حال، وأعتقد أن وحدة المعارضة الآن تحت سقف واحد واستمرار توحيد الفصائل الباقية هو أهم عنصر حدث في هذه الفترة الأخيرة". مبيناً أن "توحيد المعارضة شيء وتوحيد الموقف الدولي شيء آخر، ومن الغريب أن يكون مجلس الأمن هو مكان تختلف فيه الرؤى، بمعني أن المجلس والدول الدائمة العضوية منحت هذه الديمومة لتكون ركيزة للحلول لا أن تكون مصباً للنزاعات بين الدول الكبرى، فإذا ما وُحِّد الموقف الدولي في مجلس الأمن كما وحدت المعارضة أنا أعتقد أن هذا سيكون فاتح باب خير لحل الأزمة في سوريا". وأضاف: "التخوف ليس له محل لأن جميع من اتحدوا تحت سقف المعارضة يؤكدون أنه لا خوف على الآخرين، وليس هناك رغبة في الانتقام أو متابعة الذين قاتلوا في هذه الحرب، وهذا أكدوه مرارا وتكرارا، والأممالمتحدة تستطيع أن تكون ليست فقط شاهدا ولكن منظما لهذه العملية فبالتالي التخوف أو التخويف من هذه القضية اعتقد هو بهدف إعاقة الحل". وفي سؤال عن قلق المملكة مما يحدث من احتجاجات في دولتي الكويت والأردن، قال الفيصل: "في الواقع أنا اعتقد - من دون التدخل في الشئون الداخلية لهذه الدول - أن الحس الوطني فيها هو الضمان لاستقرارها واستقلالها والشعوب ستنال حقوقها، والحكومات المجاورة في الأردن والكويت قادرة برجالاتها أن تحل ما يظهر لها من مشاكل داخلية". وعن ما تتعرض له المملكة من هجمات إعلامية وشخصية أجاب وزير الخارجية قائلاً : "في الواقع قد تعودنا وجلدنا أصبح سميك على أنه مهما عملنا سيكون هناك انتقاد، فنحن سائرون إن شاء الله تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين بنية صافية وبمسؤولية كاملة وبالتالي الانتقادات التي تحدث بين فترة وأخرى لا تهم بهذا الشأن".