قالت مصادر أميركية مطلعة إن جسراً جوياً أقيم فوق الأراضي العراقية يتيح للإيرانيين تزويد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلاً عن مسؤولين رفضوا الكشف عن هوياتهم أن الإدارة الأميركية أصيبت بخيبة أمل بعدما عجزت عن إقناع العراقيين بتفتيش الطائرات الإيرانية التي تعبر أجواءهم. وأضافت أن السلاح الذي يتسلمه النظام السوري يشمل قذائف وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون وقنابل يدوية. وأكدت الصحيفة أن إيران تتابع من كثب التطورات في سورية. وأوضحت أن مسؤولين عراقيين سيبلغون الإيرانيين عند اتخاذ قرار بإجراء عمليات تفتيش جوية، وذلك لمساعدتهم على تفاديها. وقال أحد المصادر للصحيفة إن «استخدام الأجواء العراقية من جانب إيران لا يزال يثير مشكلة». وأردف «نطلب من العراق أن يكون يقظاً ومنسجماً عبر الوفاء بالتزاماته الدولية واستمرار طلب هبوط الطائرات التي تحلق فوق الأراضي العراقية آتية من إيران ومتجهة إلى سورية بهدف تفتيشها، أو عبر رفض السماح لطائرات إيرانية متجهة إلى سورية بعبور أجوائه». وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن شحنات الأسلحة مستمرة في وقت «حرج» يتعرض فيه الرئيس السوري بشار الأسد لمزيد من الضغوط العسكرية من قبل المعارضين. ورأت الصحيفة أن الطائرات الإيرانية المحملة أسلحة تمثل تحدياً للإدارة الأميركية التي ما زالت مترددة في تسليح المعارضين السوريين أو إقامة منطقة حظر جوي خشية انخراطها في الصراع، وأن تلك الطائرات توضح مدى النفوذ الإيراني على حكومة المالكي. وقالت موضحة إن الرحلات الجوية الإيرانية إلى سورية أثارت قلق المسؤولين الأميركيين منذ انسحاب القوات الأميركية من العراق في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لا سيما أن العراق يفتقر إلى القوة الجوية ولا يستطيع أن يسيطر على أجوائه، وأن إيران استفادت من ذلك في نقل الأسلحة إلى سورية. وأفادت موضحة أن الممر الجوي فوق العراق بدا الطريق الرئيس للإمداد بالأسلحة والصواريخ من مختلف الأنواع مثل تلك المضادة للدبابات والمحمولة على الكتف وقذائف الهاون. كما يثير قلق الأميركيين أن مسؤولين بالاستخبارات الغربية يقولون إنهم رصدوا نشاطاً بمواقع سورية تستخدم لتخزين الأسلحة الكيميائية، غير أنهم لم يؤكدوا ما إذا كانت القوات السورية تستعد لاستخدامها كمحاولة أخيرة لإنقاذ النظام، أو أنها فقط ترسل تحذيراً للغرب في شأن ما قد يترتب على الدعم الخارجي للثوار السوريين. وقال مسؤول أميركي رفيع اشترط عدم الكشف عن هويته، إن ذلك يشبه ما كانت تقوم به سورية من قبل، ولكن ما تفعله دمشق اليوم يوحي بأنها تعتزم استخدام الأسلحة. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد حصلت على التزام من نظيرها العراقي في أيلول (سبتمبر) الماضي بالقيام بتفيش الطائرات المتجهة من إيران إلى سورية، غير أن بغداد فتشت طائرتين فقط في 27 تشرين الأول (أكتوبر) خلال الفترة الأخيرة، إحداهما كانت عائدة من سورية إلى إيران. ويقول مسؤولون أميركيون إن ما يحبط بلدهم أن إيران ربما تتلقى معلومات من مسؤولين عراقيين في شأن توقيت التفتيش. وقال مسؤول أميركي إن «سوء استخدام الأجواء العراقية من قبل إيران ما زال يشكل قلقاً للولايات المتحدة» داعياً العراق إلى الالتزام بواجباته الدولية سواء عبر إرغام الطائرات المتجهة من إيران إلى سورية على الهبوط للتفتيش، أو منع الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سورية بالتحليق في أجوائه. وعلق علي الموسوي الناطق باسم رئيس الوزراء نوري المالكي على المخاوف الأميركية قائلاً: «سياستنا تتمثل في أننا لا نسمح بنقل الأسلحة إلى سورية» مشيراً إلى حدوث ما وصفه ببعض الأخطاء البسيطة. أما أحد المسؤولين العراقيين السابقين الذي اشترط عدم ذكر اسمه، فقال إن بعض المسؤولين في بلده يفعلون أقل القليل لإرضاء واشنطن، ولكنهم يتعاطفون مع الجهود الإيرانية في سورية.