دعا رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي، عشية زيارة يؤديها اليوم للجزائر، إلى حل المشاكل بين الدول المغاربية في إطار الحوار وفي إطار مرحلي، قائلاً إن «الأمور التي لا يمكن حلها اليوم لا يجب تركها كعقبة أمامنا لفض مشاكلنا». ويُعتقد أن الجبالي سيعاود مناقشة ملف قمة قادة الاتحاد المغاربي المرتقبة في تونس إثر تحفظات جزائرية عن توقيع بيان سياسي ختامي يتضمن «فتح الحدود مع المغرب». وتأتي زيارة الجبالي للجزائر اليوم بعد أسبوع فقط بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي للعاصمة التونسية. وذكر المسؤول التونسي في حوار عشية زيارته مع وكالة الأنباء الجزائرية أن بلاده تولي أهمية لاستكمال إقامة المغرب العربي الكبير لأن ذلك «حتمية لا بديل عنها». ولمّح إلى نزاع الصحراء الغربية الذي يعطّل التقارب الجزائري - المغربي وينعكس على الاتحاد المغاربي، فقال إن «الأمور التي لا يمكن حلها اليوم لا يجب تركها كعقبة أمامنا لفض مشاكلنا». وركّز على البدء بحل الكثير من القضايا المتمثلة في التعاون عبر الحدود والتعاون الاقتصادي والتجاري، مبيّناً أن غياب ما سمّاه «اللامغرب» يكلّف دول المنطقة خسائر في النمو تتراوح من نقطة إلى نقطتين. وتوقعت مصادر جزائرية في تصريحات إلى «الحياة» أن يحض الجبالي الجزائر مجدداً على المشاركة في القمة المغاربية المتوقعة في مدينة طبرقةالتونسية (10 كلم على الحدود الجزائرية). ووافقت الجزائر في السابق على حضور الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، لكن يبدو أنها تتحفظ عن بعض النقاط. وتقول المصادر إن الجزائر «تحفظت عن صدور بيان سياسي يتضمن فتح الحدود البرية» مع المغرب والتي أغلقت منذ عام 1994. وبعثت الجزائر بمذكرة إلى المسؤولين في تونس تبلغهم أن «الحدود بين الجزائر والمغرب تُعالج في إطار ثنائي وليس في إطار متعدد الأطراف». ويبدو أن زيارة الجبالي للجزائر تتضمن شقاً أمنياً، إذ قال في تصريحاته إن القضايا الأمنية في المنطقة «ملحّة جداً» لا سيما في ظل «تصاعد» الإرهاب و «انتشار» عمليات تهريب وتوزيع الأسلحة. ودعا إلى انتهاج الصرامة» من أجل «حماية» الحدود المشتركة و «التعاون» بين دول الجوار على «أساس وحدة أمنية متكاملة». لكنه قال إن المقاربة «ليست أمنية» صرف، لأن معالجة الظاهرة تستدعي تعميق النظر في أسباب العنف والإرهاب وجذوره والتي تكمن في المظالم الاجتماعية والفقر والبطالة، وفق تعبيره.