أبدت الكاتبة السعودية هناء حجازي تعجبها من الحجج التي سيقت في ما يخص الصالون الثقافي النسائي الذي أنشأه نادي جدة الأدبي، وتشرف عليه الروائية نبيلة محجوب ومثقفات أخريات، وقالت حجازي إنها تجد هذه الحجج لا تستند إلى أساس قوي. وأوضحت ل«الحياة» جملة من الأمور تتعلق بالصالون النسائي والضرورة من إقامته، وقالت: «بصفتي إحدى العضوات المشرفات على الصالون الثقافي النسائي بنادي جدة، أود أن أقدم التوضيح التالي، خصوصاً بعد كل ما نشر في صحيفة «الحياة» حوله، والاعتراضات الشديدة التي قدمت من أشخاص لهم تقديرهم واحترامهم، أعتقد أنه يجب سماع الطرف الآخر. حين دعيت للانضمام إلى هذا النشاط وافقت بلا تردد، لأنني رأيت فيه عملاً ثقافياً لا يجب أن أرفضه، ولأن الفكرة كانت إنشاء صالون ثقافي للنساء فيه الكثير من الحميمية، وتأتي إليه كل فئات النساء بما فيها النساء اللاتي لا يحبذن الحضور في وجود الرجال، أو اللاتي لا يشاركن في النقاش بوجود الرجال». واعتبرت هناء حجازي أن اختلاط جميع أطياف النساء في مكان يشجع على الحوار والنقاش «فكرة جميلة لم أجد فيها ما يدعو إلى الرفض أو الاعتراض، لذلك شاركت مع عضوات اللجنة الأخريات اللاتي لم يكنَّ متشددات ولا رجعيات، ويعمل معظمهن في أماكن مختلطة. والنشاط لا يحل بديلاً لنشاط آخر ولا يأخذ مكان نشاط آخر ولا وقته بالعكس. الفكرة كانت أن نمنح النساء اللاتي لا يرغبن في الاختلاط أفقاً مختلفاً يستمعن فيه إلى حوارات ونقاشات وأفكار مختلفة غير التي تعودن عليها». وقالت إن النقاش الذي يدور في هذا الصالون «لن تسمعه في نشاط مختلط، لأن النساء لم يتعودن على الحديث بصوت عالٍ في حضور الرجال، إذ نحاول أن نزرع فيهن القدرة على النقاش، ليس في الصالون ما يخص النساء فقط، بل نحن نناقش فيه مختلف القضايا والأفكار الثقافية». وأضافت أن كون القائمات على النشاط جديدات على النادي، «هو إن كان صحيحاً فيجب أن يحتفى به، وليس أن يكون محل اعتراض، وجذب عاملين جدد يملكون الحماسة لإقامة نشاطات جديدة في النادي ويجذبون لهذه النشاطات فئات مختلفة، هي مسألة على النوادي الأدبية كلها أن تشجع عليها، وتكون من صميم عملها. ليت نشاطنا يكون فاتحة لجميع من أراد أن يجد في النادي ملاذاً ينضم إليه، وأن تجد فيه نشاطاً مختلفاً كل يوم باسم مجموعة جديدة تحت إشراف إدارة النادي ورعايته». وأشارت هناء حجازي إلى أنها كانت ولا تزال تعتقد أن هذه هي مهمة النوادي الأدبية، «ليتنا نفتح عقولنا وقلوبنا لكل جديد، خصوصاً إذا كانت المسألة تنشيطاً للثقافة، وكانت تحت أعين المشرفين على النادي، إذا أراد الناشطون ثقافياً مكاناً يقيمون فيه نشاطاتهم، أليس من الأولى أن يضمهم النادي وأن يشرف عليهم؟ شكراً لاتساع صدوركم، وأرجو أن تتسع فعلاً لكل عمل ثقافي، لم أكن أنتظر أنا وبقية العضوات المشرفات، شكراً على المجهود الذي نبذله وكلنا نساء عاملات، لكن بالتأكيد لم نكن ننتظر هجوماً». يذكر أن «الحياة» نشرت ردوداً عدة على إنشاء الصالون النسائي في «أدبي جدة» من الدكتورة لمياء باعشن، التي اعتبرت الصالون عودة إلى الوراء، ثم ردت عليها المشرفة على الصالون الكاتبة نبيلة محجوب، التي وصفتها ب«الشوفينية»، وقالت إن ذاكرتها هرمت، كما نشرت «الحياة» ردوداً أخرى تنقد هذه الخطوة، لكل من الدكتور حسن النعمي والشاعرة حليمة مظفر، والناقدة سهام القحطاني ومنى العبدلي وسواهم.