أعلن حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، أن العجز في ميزان المدفوعات «سيفوق بليوني دولار، وهو ناتج عن الزيادة في الاستيراد والتراجع الطفيف في الصادرات، وليس عن خروج رؤوس أموال». وعرض سلامة، في حوار في اختتام أعمال «ملتقى لبنان الاقتصادي» في بيروت، التطورات المسجلة هذه السنة مع اقتراب عام 2013، مؤكداً أن لبنان حافظ على ثقة الأسواق والمودعين»، مشيراً إلى أن «زيادة في الودائع تصل إلى 7 في المئة، وفي التسليفات تفوق 10 في المئة». وأكد «استقرار معدلات الفوائد واستمراره»، لافتاً إلى «تدخل مصرف لبنان في الاكتتابات مرات في سندات الخزينة بالليرة اللبنانية حفاظاً على هذا الاستقرار». إذ رأى إمكان أن «يحصل ارتفاع الفوائد لأسباب ظرفية، لأن لا وجود للأسباب الجوهرية لترتفع، ونريد تفادي إدخال لبنان مجدداً في دوامة خدمة دين أعلى، تنعكس على القطاعين العام والخاص وعلى نسبة المديونية في لبنان تجاه الناتج المحلي». إذ ذكّر أن عملية خفض الفوائد «استغرقت سنوات وكذلك تقليص حجم الدين العام إلى الناتج المحلي». سوق القطع وبالنسبة إلى سوق القطع، شدد على أنها «مستقرة ولمصلحة الليرة اللبنانية منذ آب (أغسطس) 2011، ولدينا الإمكانات والسوق تدرك ذلك، لذا لا يوجد طلب من مصرف لبنان للتدخل في السوق لتأمين الدولار». وعرض مؤشرات الاقتصاد اللبناني المتوقعة، معلناً أن النمو «سيسجل 2 في المئة هذه السنة، والتضخم 6 في المئة». ولاحظ أن نسبة النمو «بدأت تتراجع منذ حزيران (يونيو) الماضي، نتيجة ارتفاع وتيرة التوتر السياسي والحوادث الأمنية التي حصلت في لبنان، وأثّرت في تصرّف المستثمر والمستهلك. وانعكست هذه الأوضاع على القطاعات الأكثر حساسية من عدم الاستقرار، مثل السياحة والعمليات التجارية». وشدد على أن «الأمر يمكن تجاوزه في ظلّ ما يملكه مصرف لبنان من احتياطات مرتفعة وكذلك المصارف». وطرح سلامة، تصوره للعام المقبل، مؤكداً ضرورة أن «يرتفع الطلب الداخلي، إذ في حال لم يطرأ أي تغيير في أوضاع المنطقة، فسيظل الطلب الخارجي أقل مما نأمله». وعن العقوبات الأميركية، أكد سلامة أن في «إحدى الفترات كان هناك جو من العقوبات على كل المنطقة وليس فقط على لبنان، لأنّ العقوبات المالية استعملها الغرب كبديل عن الحرب وكان جدياً، وكان القطاع المصرفي اللبناني أحد القطاعات في المنطقة العربية المهمة، وبعد حادثة «البنك اللبناني - الكندي» لم يحصل شيء، وبُني حوار على الثقة الذي سمح بأن نعزل لبنان عن التهم، وبات الأمر وراءنا».