بروكسيل، لندن – أ ف ب، رويترز، يو بي آي - بعدما شهدت الجلسة الاولى لمحاكمة المعتقلين خلال الاحتجاجات التي اعقبت اعلان فوز الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية، تراجع متهمين اصلاحيين بينهم محمد علي ابطحي مدير مكتب الرئيس السابق محمد خاتمي، عن اتهام السلطات بتزوير الانتخابات، واعترافهم ب «خطأ» تنظيم الاحتجاجات، افادت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (ايرنا) بأن جلسة المحاكمة الثانية أمس تضمنت مطالبة كل من الطالبة الفرنسية كلوتيلد ريس المتهمة بتقديم تقرير الى السفارة الفرنسية في طهران عن التظاهرات، والموظف الإيراني في السفارة البريطانية حسين رسام المتهم بالتجسس، ب «الرأفة والعفو» من القيادة الدينية في إيران. وفيما تميزت الجلسة الثانية للمحكمة الثورية بمثول اجانب امام القضاة، ما ذكّر بتداعيات ازمة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران العام 1979، انتقدت بريطانيا بشدة تجاوز المحاكمة «حدود اللياقة» عبر اعلان «اعتراف» رسام أمام المحكمة بتورط السفارة البريطانية في الاضطرابات، من خلال دعوة موظفيها الى المشاركة في الاحتجاجات، واعداد تقارير عن الاحداث أرسِلت إلى الولاياتالمتحدة. وأفادت «ايرنا» بأن رسام ابلغ المحكمة انه اتصل بصحافيين ومثقفين ايرانيين، وربطهم بموظفين في السفارة البريطانية، كما جمع معلومات. و «كشف» ان موظفين في السفارة التقوا مسؤولين في الحملة الانتخابية للمرشحين الخاسرين مير حسين موسوي ومهدي كروبي. واعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بأن محاكمة رسام تشكل «آخر الاستفزازات الايرانية منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل»، في وقت اعلنت لندن ان سفيرها في طهران يسعي الى الحصول على توضيح عاجل في شأن المحاكمة، و «ما يوصف باعترافات لسجناء حرموا من حقوقهم الانسانية الاساسية». وأذيع في طهران أن كلوتيلد ريس التي تعمل منذ خمسة شهور مدرّسة للغة الفرنسية في جامعة اصفهان اعترفت بأنها «كتبت تقريراً من صفحة واحدة عن الاحتجاجات، قدمته الى المسؤول عن معهد البحوث الفرنسي في ايران، التابع للمركز الثقافي الفرنسي في السفارة»، مؤكدة انها شاركت «لأسباب شخصية» في التظاهرات، وارتكبت «خطأ» في ذلك اذ لم تعلم انها غير رسمية. ودافع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي عن محاكمة الفرنسية، معتبراً انها «تهدف الى الدفاع عن الامن القومي الذي لا يميز بين جنسية وأخري». لكن الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي اعتبرت ان محاكمة ريس ورسام والموظفة الايرانية في السفارة الفرنسية نازك افشر «تستهدف الاتحاد الاوروبي برمته، وسنتعامل معها في شكل ملائم». وتحدث المتهم رضا رفيعي فروشاني عن عمله لمدة سنتين مع جهاز الامن الاماراتي، في مقابل راتب شهري مقداره خمسة آلاف درهم، حين كلِف مهمة اطلاق قناة تلفزيونية تابعة للمرشح كروبي من دبي، وأقر بإجراء اتصالات مع موظفة تعمل في السفارة الاميركية في دبي. وكان يفترض مثول الكاتب الصحافي محمد قوجاني رئيس تحرير صحيفة «اعتماد ملي» التي يملكها كروبي امام المحكمة امس، لكن محاميه طلب تأجيل شهادته. وأعلن النائب حسين سبحاني نيا، عضو اللجنة البرلمانية الخاصة لمتابعة ملف المعتقلين، ان اللجنة تستعد لوضع تقرير في شأن الملف في تصرف رئيس البرلمان علي لاريجاني، بعدما عاد عضو اللجنة كاظم جلالي عن الاستقالة التي قدمها الاسبوع الماضي. في غضون ذلك، تضاربت الانباء عن مشاركة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني في صلاة الجمعة المقبلة، في وقت اتهم النائب المحافظ محمد كريم عابدي كلاً من رفسنجاني وخاتمي وموسوي بتشكيل «مثلث للاضطرابات»، في ظل اعتبارهم ان المحاكمات الحالية لا تستطيع ان تنهي الاحتجاجات ولا تخدم «الأمن الاجتماعي» في البلاد. على صعيد آخر، أعلن نجاد إنه سيقدم تشكيلة حكومته الجديدة إلى مجلس الشورى مطلع الأسبوع المقبل، واعداً بحضور لافت للوزراء الشباب فيها.