سالم باخشوين 24 عاماً أحد سكان قويزة الناجين من كارثة السيول إلا أن قصة نجاته من الموت كانت الأصعب، إذ يروي سالم قصته ل «الحياة» قائلاً: «تنذكر ولا تنعاد»، فحين هطول المطر اتجه باخشوين إلى الشارع في الساعة ال11 و30 دقيقة ظهراً، وكان الطريق ممتلئاً بالمياه، وقد شاهد ابن جاره البالغ من العمر 10 أعوام معلقاً على عمود كهرباء، فهمّ لمساعدته سباحة رحمة به على رغم أن المياه في وضع جارف، حتى تمكن من مساعدته ووضعه فوق إحدى السيارات. ويتابع باخشوين قصته، فأثناء وجوده على السيارة بصحبة الطفل تحركت حتى اصطدمت في إحدى الأشجار الموجودة على الطريق، وكانت الساعة تشير إلى 12 و30 دقيقة ظهراً، وظلا متعلقين بالشجرة حتى جلبت المياه سيارة أخرى دفعت بالشجرة ليسقط الطفل غريقاً في مياه السيول. ويصف باخشوين مشهد جثث الأموات التي تمر من تحته موقناً بأن مصيره السقوط من الشجرة التي تشبث بها، إلا أن أخاه الأكبر التي حاول أن يصبره وشدد عليه تشبثه في الشجرة وعدم تركها. وبعد مضي ست ساعات وسالم متعلق في الشجرة بقدم واحدة، اجتمع الجيران وأوجدوا طريقة لسحبه وإنقاذه. يقول باخشوين «حمدت الله كثيراً على نجاتي فهذا الموقف لا أستطيع أن أنساه طيلة حياتي وأتذكره كل يوم»، وبين الفينة والفينة يمر سالم على هذه الشجرة التي لا تزال موجودة في حي قويزة متأملا صعوبة الموقف الذي كان يعيشه، وما قدمته هذه الشجرة من مساندة في موقفه الصعب.