حذر تحالف 5 مؤسسات إغاثة أردنية من وقوع «كارثة إنسانية» في مخيم الزعتري بمدينة المفرق الأردنية لعشرات الآلاف من اللاجئين، غالبيتهم من النساء والاطفال وكبار السن، مع حلول فصل الشتاء في ظل نقص حاد في الخدمات المقدمة لهم وغياب الخطط الكفيلة بإخلاء اللاجئين، إذا ما تسببت مياه الأمطار بوقوع انجرافات وفيضانات داخل المخيم. وجاءت هذه التحذيرات بعد يوم واحد على وفاة طفلة سورية داخل المخيم لم تعرف بعد أسباب موتها، ومع تأكيدات أطلقها رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور أمس، ب «ضرورة الاستمرار في تنسيق جهود كافة مؤسسات الدولة المعنية بملف اللاجئين السوريين، واتخاذ الاستعدادات اللازمة، للتأكد من جاهزية المخيم مع حلول فصل الشتاء». وأكد زايد حماد رئيس جمعية (الكتاب والسنة) الأردنية المعنية بإغاثة نحو 80 ألف لاجئ، والناطق باسم تحالف 5 مؤسسات إغاثة، افتقار الجهات العاملة داخل «الزعتري» إلى «الخطط الكفيلة بإخلاء اللاجئين، إذا ما تسببت مياه الأمطار بوقوع انجرافات وفيضانات داخل المخيم». وقال ل «الحياة»: «قدمنا خططاً مكتوبة إلى السلطات المحلية، تتضمن إمكانية نقل آلاف اللاجئين إلى مكان آخر، يكون أكثر مواءمة لتغيرات المناخ». وأضاف: «حذرنا مراراً من إمكانية وقوع كوارث ومآس حقيقية إذا بقي الحال على ما هو عليه مع اقتراب الشتاء». وأكد حماد حاجة الأردن إلى بناء 18 ألف كرفان (منازل معدنية صغيرة) داخل المخيم، لاستبدالها بالخيام التي يسكنها اللاجئون قبل حلول الشتاء. وأوضح أن الكرفانات المجهزة في «الزعتري» حالياً لا يتجاوز عددها ال400، لافتاً إلى أن سعر الكرفان الواحد يصل إلى نحو 2500 دولار. ودعا المسؤول الإغاثي الجهات الدولية المانحة، إلى تقديم معونات مالية عاجلة لشراء الكرفانات وتجهيزها، لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية بادرت بتقديم منحة لبناء 2500 كرفان داخل المخيم. وفي السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التوجيهية العليا لشؤون اللاجئين السوريين أمس «حرص الأردن بقيادة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على تقديم كافة الخدمات الأساسية للاجئين، وتوفير الحياة الكريمة لهم». وشدد النسور على أن الأردن الذي استقبل موجات لجوء إنساني عبر تاريخه من منطلق «قومي» و «عربي»، حريص على اتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة داخل «الزعتري» مع قرب حلول فصل الشتاء. وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (بترا) ناقشت اللجنة دراسة الكلف المتعلقة بإنشاء مخيم جديد للاجئين السوريين في منطقة الحلابات، شرق مدينة الزرقاء القريبة من العاصمة عمان، لاستيعاب التزايد المطرد في أعداد اللاجئين السوريين. ويواجه مخيم الزعتري انتقادات واسعة نتيجة ما يصفه لاجئون وحقوقيون ب «أوضاع صعبة» تعيشها العائلات الفارة جراء تصاعد حدة العنف في سورية. ويشكو هؤلاء تدني مستوى الخدمات، إضافة إلى إقامته داخل منطقة صحراوية شهدت أخيراً اقتلاع مئات الخيام بسبب شدة الرياح. كما يشكو سكان «الزعتري» من الطقس الحار والغبار وعدم وجود الكهرباء. لكن الأردن والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يقولان إن «محدودية الموارد وتدفق اللاجئين المستمر، يحدان من قدرتهما على التعامل مع الأزمة». إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية وعسكرية أردنية ل «الحياة» إرسال مزيد من التعزيزات والمعدات العسكرية إلى الحدود الشمالية مع سورية أمس، في أعقاب سقوط قذائف هاون سورية على بلدة الطرة الأردنية من دون أن توقع إصابات. وأكدت المصادر أن إرسال التعزيزات تزامن مع قصف مكثف تتعرض له المدن والقرى السورية المجاورة، من قبل القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد. لكنها أوضحت أن التعزيزات المذكورة، تأتي في سياقها الطبيعي، ولفرض سيطرتها على الحدود، وتحسباً لأي طارئ. وكان قائد حرس الحدود الأردنية العقيد حسين الزيود، أكد ل «الحياة» في وقت سابق تعرض الأراضي الأردنية إلى رمايات مختلفة من القوات السورية، أثناء محاولة اللاجئين عبور المملكة، وهو ما يدفع الجيش الأردني لاتخاذ إجراءات وقائية بما يتناسب مع تطورات الموقف، على حد قوله. يذكر أن الأردن الذي يشترك وسورية بحدود يزيد طولها على 370 كيلومتراً، يؤوي أكثر من 200 ألف سوري منذ بدء الأحداث في جارته الشمالية في آذار (مارس) 2011.