في ظل متغيرات الحياة والتطور السريع والرفاهية التي صاحبت الجيل الجديد، غابت الكثير من الأساسيات في تعلم الفتاة فنون الطبخ، وتخلت الأم عن وجود ابنتها بجانبها في المطبخ لتحل العاملة المنزلية مكانها، ويأتي زوج المستقبل ليجد زوجته على صفيح فارغ من كل مقادير الأطباق الشهية، فيرضخ للأمر الواقع، ويحاول في بعض الأحيان إجبار زوجته لمتابعة برامج الطبخ، حتى لا ينام خاوي البطن أو ينتهي به المطاف مستعيناً بأحد المطاعم لشراء وجبته. تؤكد الاستشارية النفسية الدكتورة زهراء المعبي أن الخلل الحقيقي يكمن في إهمال الأم تعليم ابنتها فنون الطبخ، وتغييب دورها بالكامل، واعتمادها على الخدم، مما يؤدي إلى فشل الحياة الزوجية أو الطلاق في بعض الحالات. بعض الأزواج التقتهم «الحياة» أبدوا امتعاضهم من زوجاتهم اللائي لا يتقن فنون الطبخ المنزلي، معتمدين على وجبات المطاعم الخارجية، والبعض الآخر تقبلوا الأمر وبدوا صابرين محتسبين، إذ تحدث أبو خالد عن معاناته التي استمرت أربع سنوات، وقال: «رزقت بمولود من زوجتي بعد مرور أربع سنوات، لكن مشكلتي ما زالت كما هي منذ أول عام تزوجنا فيه، وحاولت مساعدتها بكل الطرق والوسائل ابتداء من شراء كتب الطبخ وضياع الوقت في متابعة برامج التلفزيون التي أصبحت رؤيتها تثير أعصابي، ومع هذا لم تتقن الطبخ بشكل جيد». بينما يرى محمد البلوي، وهو شاب مقبل على الزواج، أنه لا يهتم كثيراً بإتقان زوجته المستقبلية لفنون الطبخ، ويقول: ويوافقني الكثير من أصدقائي على هذا الرأي، فنحن لا نميل إلى طبخ المنزل، لأننا تعودنا الأكل من الخارج. فيما يقول أيمن أحمد، غير متزوج، أن أول شروط البحث عن زوجة المستقبل سأجعلها في محور إتقان الطبخ، ويقول: على هذا سأعتمد قرار الزواج، فإذا كنت سأستمر على الأكل من المطاعم فلست بحاجة للزواج. من جهة أخرى، أوضحت نعيمة محسن، ربة منزل ومديرة مدرسة، أن ابنتها تزوجت وهي لا تفقه شيئاً في الطبخ، مؤكدة أنها تتحمل سبب طلاق ابنتها، وتقول: «بعد طلاق ابنتي الكبرى تخليت عن العاملة المنزلية، إذ أقبلت ابنتي على الزواج وهي لا تفقه في الطهي أي شيء، حاولت أن تتعلم الطبخ لكن من غير فائدة، لأن صبر الزوج قد نفد، وعلمت أن المشكلة كانت باعتمادي على العاملات وعدم محاولة إشراك بناتي في الطبخ». مشيرة إلى أنها تحرص حالياً على إشراك بناتها في عمل المطبخ، وخصصت لكل واحدة منهن يوماً تقوم فيه بالطبخ والتنظيف. وأكدت المستشارة النفسي الأسري المعتمد ةفي مركز الملك عبدالعزيز للحوار الدكتورة زهراء المعبي أن الخلل الحقيقي يكمن في إهمال الأم تعليم ابنتها فنون الطبخ، وتغييب دورها بالكامل، واعتمادها على الخدم، وقالت ل «الحياة»: «من الواجب على الأم إشراك ابنتها معها في عمل المطبخ، أو على أقل تقدير إشراكها في أيام الإجازات والمناسبات». مستنكرة اعتماد الزوجات على البرامج التلفزيونية والإنترنت في تعلم الطهي، فهذا خطأ ولن تجني منه فائدة، وتعلم الطهي يكون على أرض الواقع والممارسة. وحذرت الفتيات من الاعتماد على وجبات المطاعم، وجهلهن بفنون الطبخ وعدم وجود رغبة التعلم حتى بعد الزواج، لافتة إلى أن ذلك طريق نحو فشل الحياة الزوجية، لأنه يعتمد على إرهاق الزوج مادياً وصحياً.