في الوقت الذي خيم فيه الحزن أخيراً على «التيار السروري» في السعودية، إثر مقتل عدد من قادة تنظيم «أحرار الشام» المنضوين هم و«جبهة النصرة» تحت شعار «مجلس شورى مجاهدي الشرقية في سورية»، الذي يعيره تنظيم «داعش» باللقب المختصر «مشمش»، في حادثة حريق لم يُعلم حتى الآن من قام بتدبيره، أبدى خصومهم من رجال البغدادي فرحة وابتهاجاً كبيراً بسبب مقتل هؤلاء القادة الذين وصفوهم ب«المشمشيين» وما يزيد على 50 من أنصارهم، أثناء اجتماع سريّ لجميع التيارات الموالية ل«القاعدة» في سورية. وكانت «داعش» خاضت حرباً ضروساً مع «جبهة النصرة» وحلفائها التابعين ل«القاعدة» في الآونة الأخيرة نتج منها قتل العديد من «المجاهدين»، بيد أن مقتل القادة الأخير اتخذه «الداعشيون» دليلاً على نزول «عقوبة إلهية» ب«أحرار الشام» بسبب خوضهم مباهلة (الدعاء على النفس باللعن والهلاك في حال كون الشخص كاذباً) مع رجل البغدادي «العدناني» حول مقتل رجل «النصرة» «أبوخالد السوري»، واستدلوا على أن هؤلاء ليسوا شهداء بأنهم كانوا «يضعون الثلج على جثث قتلاهم ليمنعوهم من التعفن»، بمعنى أن قادة «الأحرار» (بحسب زعم رجال البغدادي) لو كانوا شهداء حقاً لما تعرضت جثثهم للتعفن، ما فسره رجال «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» بأنه لا يخرج عن كونه «تشفياً وفجوراً في الخصومة» من «أعداء المجاهدين الخوارج».