تجمهر أعداد كبيرة من الحجاج في المشاعر المقدسة يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية من ملاك الحملات، من خلال توفير المنظفات وأدوات النظافة للحد من انتشار الفايروسات التي أصبحت مثل «أشباح» تطل على فترات مهددة الصحة العامة. ورغم ذلك التجمهر خلال موسم الحج، إلا أن وزارة الحج لا تشترط على الحملات توفير المنظفات بأنواعها، كما أنه لم يلاحظ الاهتمام بتلك المواد في الأعوام الأخيرة من ملاك الحملات في ظل انتشار فايروسي «كورونا» و«إيبولا»، كما أوضح مدير إحدى الشركات الخاصة بأدوات النظافة والبلاستيك عبدالله باسلامة ل «الحياة»، مبيناً أن المخيمات لا تشترط قوائم معينة من المنظفات، إذ يكون الطلب عشوائياً على حسب حاجة المخيم. وأكد أن سوق المنظفات مستمرة طوال العام، رغم توسط دخلها، مستثنياً موسمي الحج والعمرة، إذ تزداد الطلبات بنسبة 35 في المئة عن بقية أيام العام، مفيداً بأن العملاء تتمثل طلباتهم دائماً في منظفات الكلوركس وصابون البودرة والسائل وأكياس نفايات وغيرها من المنظفات. وعن موسم الحج بيّن أن كل حملة تأخذ أصنافاً من المنظفات مختلفة عن البقية، بحسب أعداد الحجاج وعدد المخيمات، مشيراً إلى أن قرار خفض نسبة الحجاج أثر على شركات النظافة، لتصل نسبة الخسارة إلى 30 في المئة مقارنة بالأعوام الماضية. وقسم باسلامة المنظفات إلى ثلاثة أصناف ممتازة وجيدة ومقبولة، ويعتمد الاختيار على مالك الحملة، مضيفاً: «بعض المطوفين يأخذون الأصناف الجيدة لترغيب الحجاج في حملتهم، والقسم الآخر يأخذ المقبول ليبحث عن المكسب المادي، كما أننا نبيع السلعة ولا نشرف عليها في المخيمات». وأضاف: «بعد موسم الحج يأتي حجاج كثيرون خصوصاً من الجاليات الإفريقية ليشتروا المنظفات بالجملة وبكميات كبيرة ويقوموا بشحنها إلى بلادهم للمتاجرة بها هناك». ولا يقف تمول شركات النظافة عند حملات الحج، بل يمتد إلى التعاون مع الفنادق التي تستقبل الحجاج في مكةالمكرمة، موضحاً أن الفرق بين التعامل معهم يختلف، إذ إن الفنادق تحكمها ضوابط وشروط وزارة السياحة والتي تلزمها بتوفير منظفات معينة وفقاً لدرجة الفندق. وزاد: «من المفترض أن تكون هذه إلزامية في مخيمات الحجاج كذلك، فإذا لم تلزمهم وزارة الحج بأعداد وأصناف معينة من المنظفات فلن يوفروا شيئاً، فنحن نتحدث عن أعداد كبيرة جداً ومجتمعة في منطقة محدودة وانتقال المرض يكون سهلاً جداً، وعلينا الاهتمام بوسائل النظافة وعدم ترك العملية مفتوحة واختيارية بل ينبغي أن يكون من شروط منح تراخيص للحملات توفير أعداد معينة من وسائل النظافة وهذا في نظري هو الوضع الصحيح برغم أننا نلاحظ أن هناك مخيمات كثيرة خصوصاً الفئات منخفضة الكلفة لا تهتم بالشكل المطلوب بالمنظفات ووسائل النظافة مطلقاً وهذا الأمر يثير القلق».