يلجأ كثير من أصحاب وملاك الحملات والشركات لحجاج الداخل إلى استقطاب دعاة لهم قبول جماهيري ليستخدموا اسم الداعية كأداة تسويقية بطريقة غير مباشرة مما يجذب لهم الزبائن الراغبين في الحج برفقة الشيخ المشهور. وتتقدم شركات حجاج الداخل عادة ببطاقات دعوة إلى الدعاة المشهورين على أن يحج الداعية مع حملة توفر له كل سبل الراحة وتقدم له كل الخدمات بشكل مجاني مقابل أن يقيم محاضرات دينية وتوعوية في المخيم المستضيف له، ويشترط الداعية عادة توفير أماكن لأصدقائه ومرافقيه بلا مقابل. ويؤكد أحد ملاك الحملات (فضل عدم ذكر اسمه) ل «الحياة» أن الداعية يكون بالدرجة الأولى عاملاً تسويقياً للحملة، إذ تتسابق الحملات على تقديم دعوة مجانية لأداء مناسك الحج مجاناً، وتقدم له الخدمات والوسائل التسهيلية كافة مقابل أن يقبل الداعية بإلقاء عدد يسير من المحاضرات التوعوية والدينية وسط المخيم المستضيف، نافياً حصول الدعاة على أي مبالغ مادية جراء ما يقومون به، خصوصاً وأن ما يقدم لهم من خدمات تضاهي مبالغ مالية كبيرة. من جهته، نفى رئيس لجنة الحج في الغرفة التجارية في جدة أحد ملاك حملات حجاج الداخل عبدالقادر جبرتي في حديثه إلى «الحياة»، استخدام الدعاة من مالكي الحملات كورقة تسويقية، مستدلاً بأن حملته تستضيف الداعية محمد العريفي، والداعية سعيد بن مسفر ورغم ذلك لا يزال التسجيل في حملته مفتوحاً ولم يكتمل. ويرى جبرتي أن استقطاب الدعاة للحملات لا يعد عيباً أو مخالفاً للأنظمة، مشبهاً الوضع بما يحدث من الفرق الرياضية حين تلجأ إلى استقطاب لاعبين مشهورين فلا يعد ذلك ذماً، مشيراً إلى أن المناسبات الدينية خير أماكن للدعاة والفقهاء لتوعية وتوجيه الناس. وزاد: «أصبح لدى الحاج وعي كبير حول ما يحتاجه من الأمور الأساسية فيركز على نوعية الفئة وقرب المكان من الجمرات من بعده، وإحضار الداعية مطلب أساسي حتى وزارة الحج تلزمنا بإحضار مرشد ديني، كما أن الدعاة يدفعون مبالغ مادية مقابل الخدمات التي تؤدى لهم،خصوصاً وأن الدعاة مقتدرون مادياً». وأوضح أن الحملة توفر للدعاة أجواء تعبدية جيدة فيوضع في ركن المخيم ويوضع له رجل أمن خاص به لحمايته وتوفير الراحة له، إذ إن المخيم يلتزم بتوفير الهدوء والراحة للداعية بصرامة، في المقابل الداعية يلتزم بجدولة التوعية المعمولة من قبل إدارة الحملة، ومواضيع الحج ولا يسمح للدعاة بالخروج عنها.