رحلت الكاتبة والشاعرة اللبنانية الجذور، والمولودة في القاهرة، أندريه شديد، مطلع العام 2011، وكانت أتت إلى فرنسا في الأربعينات من القرن العشرين، وأمضت حياتها في باريس، لا سيما دائرتها ال15، وذكرت مدينة النور مرات ومرات في مؤلفاتها، مقدمة الدليل على حبها لها وارتباطها بمعالمها وتراثها الثقافي والفني. وأندريه شديد هي أم المغني والمؤلف الموسيقي لوي شديد، وجدّة ماتيو شديد الذي اختار لقب M لفنه الموسيقي. وهو اعترف في مرات عدة بأن الاسم، وإن رمز إلى الحرف الأول من اسمه، فهو في الحقيقة أكثر من ذلك، بما أن Aime بالفرنسية تعني «حب»، وألّفت له جدّته أغنية بالعنوان ذاته، غنّاها في بداية حياته الفنية. وها هي الآن مكتبة بوغرونيل Beaugrenelle، إحدى أكبر مكتبات باريس التي تملكها الدولة والتي جددت كلياً في الآونة الأخيرة، تشهد تغيير اسمها إلى مكتبة أندريه شديد، تكريماً للشاعرة الراحلة، خصوصاً أن المكتبة تقع في قلب الدائرة الباريسية ال15 التي عاشت فيها شديد وشهدت تطوراتها بين عامي 1946 و2011، فضلاً عن ذكرها هذا الحي في شكل مفصّل في رواياتها المختلفة. اتخذت بلدية الدائرة هذا القرار، وحصلت من أجله على الموافقة اللازمة من عمدة باريس برتران دولانويه الذي عبّر عن سعادته بالمبادرة التي ستساهم، بحسب قوله، في التعريف بأندريه شديد على نطاق أوسع، خصوصاً لدى جيل الشباب.