نددت الولاياتالمتحدة وروسيا بتفجير حافلة في تل أبيب، ودعت فرنسا وإيطاليا إلى «وقف إطلاق نار وهدنة» في غزة، فيما اعتبرت ألمانيا أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. ودعا بابا الفاتيكان بينيديكتوس السادس عشر إلى هدنة في غزة. في المقابل، نددت إيران ب «دعم قادة الاستكبار العالمي بشكل سافر، جرائمَ الصهاينة»، كما انتقدت تعامل الدول العربية والإسلامية تجاه أحداث غزة، معتبرة أنه «لم يكن مناسباً». وندد الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان أمس، بتفجير حافلة في تل أبيب، وقال إن «الولاياتالمتحدة ستقف مع حلفائنا الإسرائيليين وتوفر كل مساعدة لازمة لتحديد مرتكبي هذا الهجوم وتقديمهم للعدالة». وأضاف أن الولاياتالمتحدة ما زالت ملتزمة «التزاماً لا يتزعزع» أمن إسرائيل، وكذلك صداقتها وتضامنها العميقيْن مع الشعب الإسرائيلي». وقال مكتب الرئيس باراك أوباما إن «هذه الهجمات على مدنيين أبرياء مشينة». كما دانت وزارة الخارجية الروسية في بيان «بشدة هذا الاعتداء الإرهابي الإجرامي» في تل أبيب، مضيفة: «نجدد دعواتنا الطرفين إلى وقف فوري للمواجهة المسلحة». وفي باريس، دعا الرئيس فرنسوا هولاند خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو، إلى «وقف إطلاق نار وهدنة» في الشرق الأوسط. وعبر هولاند عن أسفه لسقوط «ضحايا مدنيين»، مؤكداً أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار وهدنة «لتجنب تصعيد». من جهة أخرى، دان زير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الهجوم على حافلة في تل ابيب، وحمّل ايران «مسؤولية كبرى جداً» في نزاعات الشرق الأوسط، خصوصا في قطاع غزة. وصرح لإذاعة «فرانس كولتور»، أن في غزة «أسلحة بعيدة المدى تصل إلى 75 كيلومتراً، إنها أسلحة إيرانية، المسؤولية الإيرانية كبيرة جداً». وتابع: «نجد إيران في لبنان وسورية والعراق وغزة، وفي كل مرة بنيات سلبية جداً، ثم هناك المسألة الكبرى المتعلقة بملفها النووي». إلى ذلك، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى التضامن مع إسرائيل في صراعها مع حركة «حماس»، وقالت إن لإسرائيل الحق وعليها أيضاً واجب حماية مواطنيها ضد الهجمات الصاروخية من غزة. وجددت دعوتها إلى وقف إطلاق النار سريعاً واستئناف الحوار السياسي بين الطرفين. من جانبه، وجه البابا بينيديكتوس السادس عشر «نداء» في الفاتيكان شجع فيه «مبادرات جميع الذين يسعون للتوصل الى هدنة وجهودهم وتشجيع المفاوضات بين اسرائيل وحماس». وقال خلال اللقاء الأسبوعي في الفاتيكان إن «الكراهية والعنف ليسا حلاً» لمواجهة «تفاقم العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة»، داعياً «سلطات الطرفين إلى اتخاذ قرارات شجاعة لمصلحة السلام». كذلك دعا البابا، الذي قال انه يتابع الوضع «بقلق»، الطرفين إلى «إنهاء صراع تنجم عنه انعكاسات سلبية على كل أنحاء منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد كثيراً من المواجهات وتحتاج إلى السلام والمصالحة». وهذا الموقف العلني الأول للبابا حول غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي. إلى ذلك، انتقد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي تعامل الدول العربية والإسلامية تجاه أحداث غزة، معتبراً أنه «لم يكن مناسباً»، ومؤكداً أن على هذه الدول أن تساعد أهالي غزة وتسعى لرفع الحصار عنهم. وندد خامنئي ب «الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة»، وانتقد «دعم قادة الاستكبار العالمي بشكل سافر جرائم الصهاينة»، خصوصاً «الصلافة الفظيعة لأميركا وبريطانيا وفرنسا في تأييدها قتل أهالي غزة». ولفت إلى أن «جرائم الصهاينة في قطاع غزة كشفت الهوية الحقيقية لأعداء العالم الإسلامي في الأوساط الدولية». وأشار إلى «ارتباك الكيان الصهيوني واستعجاله إقرار الهدنة»، لافتاً إلى أن «الذين بدأوا العدوان (...) تلقوا ضربات أكثر، بحيث أخذوا يستعجلون الهدنة أكثر من أهالي غزة القلائل». ونقل موقع البرلمان الإيراني على الإنترنت عن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني تأكيده تقديم مساعدة عسكرية للفلسطينيين ولحركة «حماس»، قائلاً: «فخورون بالدفاع عن الشعب الفلسطيني وحماس ... فخورون بأن مساعدتنا كانت مالية وعسكرية». وكان الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح قال في مقابلة مع قناة «الجزيرة» مساء أول من أمس، إن «السلاح الذي يقاوم اليوم في فلسطين هذا العدوان وهذا الصلف الإسرائيلي، وكل العالم يعرف ذلك وهذا ليس سراً، مصدره بشكل أساسي إيران»، موضحاً أنه «إما أن السلاح إيراني أو سلاح جاء بتمويل إيراني».