يتحمل المصور السعودي معين الشريف مشقة السير على قدميه مسافة 10 كيلومترات، وحمل أدوات مهنته على كتفيه تحت أشعة الشمس الحارة، بحثاً عن التقاط صورة مميزة ولقطة جميلة. المصور الشريف يتردد يومياً على أماكن تجمع الطيور في البحيرات، وكذلك بعض الغابات في منطقة جازان، لكنه لا يخشى الأفاعي التي تكثر في تلك الأماكن من أجل ممارسة موهبته في التصوير. يقول معين، وهو من ضمن فريق «كلك» للتصوير الضوئي في منقطة جازان: «أعشق تصوير الطيور، لكنها ليست بهذه السهولة التي يتوقعها الكثيرون، إذ إنني أختفي بين الأشجار والأعشاب لساعات عدة، ما يعرضني للدغ الحشرات والأفاعي، حتى أتمكن من أخذ صورة جميلة، لأن لقطات الطيور تكون مميزة أثناء هبوطها براحة تامة»، مشيراً إلى أن منطقة جازان تتميز بتنوع تضاريسها، ما يزيد من تكاثر الطيور وهجرتها إليها. ليس الشريف المصور الوحيد في منطقة جازان الذي يتحدى الصعاب أثناء ممارسة مهنته، إذ إن هناك عشرات المصورين الذين يتحملون المخاطر، ويتسلقون الجبال الوعرة في منطقة جازان بكاميراتهم وعدساتهم، حتى يلتقطوا صورة واحدة تمنحهم التميز عن زملائهم. قصص المخاطر التي يعيشها المصورون في منطقة جازان كثيرة، فهناك من يسقط من الجبل، وآخر لم يستطع تسلقه إلى قمته، وثالث يتعرض للدغة أفعى أو الضرب من آخرين، بيد أنهم في نهاية الأمر يصلون إلى هدفهم في أخذ لقطة جميلة. ويوضح المصور خالد الزنقوطي أن التصوير في الأماكن الجبلية والسياحية في جازان يعرضهم إلى المشكلات حتى مع الأشخاص، «كنت في إحدى الرحلات التصويرية مع فريق «ديسكفري» لتصوير المناطق السياحية في المنطقة، تهجم علينا شخص مسنّ يعتقد بأننا نريد مسح الأرض للاستيلاء عليها، ومنعنا من التصوير، وطلب مغادرتنا من الموقع فوراً». ويؤكد المصور حسين هندي أنه من عشّاق تصوير الطبيعة والتصوير الليلي، ويذهب إلى بحيرة سد وادي جازان ليلاً ليلتقط صوراً ليلية للنجوم والبحيرات، مشيراً إلى أنه يتعرض للخطر، لكثرة الثعابين والحشرات الضارة والعقارب، إلا أنه أبدى سعادته بنتائج الصور التي التقطها بمهنية عالية. وطالب عدد من المصورين في السعودية بتنظيم رحلات تصويرية، تساعدهم في التقاط الصور الجميلة، خصوصاً أن المملكة تتميز بأماكن طبيعية يستحيل وجودها في دول عدة. ولم ينفِ رئيس جماعة «كلك» للتصوير الضوئي في منطقة جازان مجدي مكين وجود مخاطر في رحلات التصوير في المنطقة، لكنه يرى أنها ليست «خطرة». وقال مجدي ل«الحياة»: «بعض زوايا الصور التي يلتقطها المصور تستدعي المخاطرة، حتى تظهر بشكل رائع واحترافي، خصوصاً في المواقع الجبلية»، لافتاً إلى أن المصور المحترف لا يفكر في عواقبها أثناء التنفيذ. وأضاف أن عدداً من المصورين يتعرضون للضرب، كونهم لم يستأذنوا من الأشخاص الموجودين في الموقع، «تهجمت سيدة على مصور في سوق الخوبة بجازان، وضربته على رأسه من الخلف، لأنه التقط صورتها من دون علمها». يذكر أن جمعية الثقافة والفنون في السعودية نظمت ورش عمل عن التصوير الضوئي في مدن عدة، التحق بها عشرات الهواة في هذا الفن، إضافة إلى تنظيم عدد من المسابقات في التصوير.