لم يكن يتوقع يوما من الأيام أنه سيمتلك كاميرا رقمية يصل ثمنها أحد عشر ألف ريال، ولم يكن يتوقع أن هوايته وحبه لرسم الطيور والحشرات في الصغر سيحولانه لمصور محترف يلتقط الصور النادرة والصعبة لتلك الطيور والحشرات وتكون سببا لشهرته. إنه أحمد محمد العمري المعروف لدى محبي فنه على المنتديات ب (alsat3 ). أحمد العمري من محافظة المخواة وهو معلم وعضو الجمعية السعودية للتصوير الضوئي بمنطقة الباحة وهو واحد من الشباب السعودي الموهوب والمبدع في فن التقاط الصور الفوتوغرافية وتخصص في تصوير أندر اللقطات. وعن بداياته يقول: كنت قد نشأت على حب رسم الطيور والحشرات في كراسات الرسم في مراحل الدراسة الأولى وكنت مغرما بذلك لأنني أحب مشاهدتها ومتابعة حركاتها وطريقة عيشها ولم أكن أحلم في تلك الأيام بأن امتلك تقنية متقدمة تمكنني من التقاط أجمل الصور وأندر اللقطات لتلك الحشرات والطيور الجميلة التي لا يقدر جمالها إلا من اقترب منها وراقب مراحل حياتها وطريقة عيشها. وعن عشقه للطبيعة وحبه لها يقول العمري: أحب الطبيعة بكل ما تحويه وأحاول البحث عن كل جديد فيها من نباتات وطيور وحشرات وأحاول فهمها ودراستها عن قرب. في السابق لم يكن لدي كاميرا مثل الآن وكنت أعتمد على الرسم وبعد امتلاكي لها التقطت عددا كبيرا من الصور وخاصة للطبيعة وما تحويه. وعن جولاته في مناطق الجنوب ومنطقة الباحة خاصة يقول: قمت بجولات كثيرة جدا إلى أغلب محافظات المنطقة الجنوبية بالإضافة إلى منطقتي الباحة وصورت مناطق الجمال فيها من الأودية والمناظر الساحرة والمياه الجارية والطيور والحشرات للتعريف بها والحمدلله غطيت ورصدت أغلب هذه المناطق. وكانت الكاميرا نافذة تعرفت من خلالها على كثير من الناس الذين يتابعون موضوعاتي ورحلات الرصد التي أنشرها في منتديات المحافظة وبعض المواقع الإلكترونية. وعن أغرب ما شده من الحشرات التي تابع طريقة عيشها والتقط صورا شتى لها يقول العمري: هناك الكثير من الأشياء التي شدتني سواء في الطيور التي تابعت مراحل حياتها بالصور أو تلك الحشرات الغريبة التي رصدت طريقة عيشها ففي الحشرات كان أكثر ما شدني من الحشرات حشرة صغيرة جدا نسميها (المدرعة) أو البقة الخضراءGreen Bug والاسم العلمي لها Nezara viridula وهذه الحشرة لها طريقتها الخاصة جدا في امتصاص عصارة النباتات فهي تمتلك خرطومين أسفل رأسها واحد في مقدمة الرأس والآخر في أسفله وهو يشبه الأنبوب. وتقوم هذه الحشرة بغرس الخرطوم أو الأنبوب الذي يقع في نهاية الرأس من أسفل في البراعم الصغيرة للنباتات لاختراقها. وهذا الخرطوم قوي ومجوف من الداخل. بعد ذلك تضع الخرطوم الطويل الذي يقع في مقدمة الرأس والذي يشبه مواسير ضخ الخرسانة داخل الأنبوب المجوف وتمتص العصارة في عملية جميلة ورائعة ثم بعد الانتهاء من عملية المص تصف الخرطومين إلى جانب بعض ثم تضعهما تحت الصدر. كما كنت أتعجب من طائر أبو الحناء أو أم الدود كما تسمى فهو طائر يعيش على أكل الديدان ولكن العجيب فيه أنه يبني عشه من الحجارة التي يلتقطها بمنقاره واحدا واحدا ثم يقوم بصفها وبنائها بشكل دائري ثم يفرش منطقة الوسط بالقش والأعواد الصغيرة اليابسة ليضع عليه بيضه وقد تتبعت هذا الطائر من أول حجر وضعه لبناء المنزل إلى أن فقس بيضه أمام الكاميرا التي رصدت تلك المراحل بالصوت والصورة. كما عشت أفضل اللحظات مع مراقبتي لطائر الهدهد. فمتابعتي لهذا الطائر الجميل حملت لي الكثير من الجمال والمتعة وكانت هناك الكثير من الأفكار والهواجس والخيالات تدور برأسي أثناء متابعته, لما يحمله هذا الطائر من دلالات تاريخية جميلة ولارتباطه التاريخي بالنبي سليمان عليه السلام.