سقط أمس قتيلان وأصيب عشرة آخرون في اشتباكات وقعت بين قوات الأمن وأهالي جزيرة القرصاية النيلية جنوبالقاهرة التي أخلاها الجيش والشرطة من سكانها بدعوى استيلائهم عليها. وكانت جزيرة القرصاية تحولت إلى ساحة مواجهات عندما اقتحمها مئات من الشرطة العسكرية والشرطة المدنية في ساعة متقدمة من صباح أمس لإبعاد قاطني الأرض «المملوكة للجيش» قبل أن تقع مواجهات بين قوات الأمن والسكان الذين رفضوا إخلاء الأرض. واستخدم السكان الحجارة والزجاجات الحارقة، فيما أطلقت قوات الجيش والشرطة قنابل الغاز ووابلاً من الرصاص في الهواء، لتتمكن من إخلاء الأرض، لكنها قتلت شخصين وأسقطت عشرة جرحى، كما اعتقلت 25 شخصاً أحالتهم على النيابة العسكرية بتهمة «الاعتداء على منشأة عسكرية ومقاومة السلطات». وإثر ذلك قرر عشرات من أهالي الجزيرة قطع طريق البحر الأعظم الرئيس في محافظة الجيزة احتجاجاً على توقيف ذويهم، وأضرموا النيران في إطارات سيارات ما أدى إلى شلل مروري. وسعت قوات الشرطة إلى التفاوض مع المعتصمين لساعات، فاستجابوا لنحو ساعتين قبل أن يعاودوا قطع الطريق مرة أخرى لعدم إطلاق ذويهم. وقال عدد من أهالي الجزيرة إنهم يمتلكون أحكاماً قضائية بأحقيتهم في استئجار الأرض. وأضاف سكان تحدثت إليهم «الحياة»: «فوجئنا فجر أمس باقتحام قوات الشرطة والجيش واشتباكها مع الأهالي». في المقابل، أكد الناطق باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي أن أرض جزيرة القرصاية «مملوكة للقوات المسلحة». وتوعد ب «التصدي لأي مخالفة للقانون، وسنضع حداً للبلطجة والابتزاز مهما كانت التضحيات». وأوضح أن «القوات المسلحة تستخدم هذه الأرض والجزيرة مناطق ارتكاز ضمن مهمات عمليات القوات المسلحة في تأمين العاصمة، وهي مملوكة للقوات المسلحة ومسجلة في الشهر العقاري». وأضاف: «عقب أحداث ثورة 25 يناير تعرضت هذه الأرض للتعدي بواسطة الأهالي والإقامة فيها في إطار ما تخللته هذه الفترة من أعمال بلطجة وانفلات أمني في أنحاء الجمهورية، وقامت القوات المسلحة في حينها بإخلاء قطعة الأرض وتعيين حراسة فيها لمنع أي محاولات أخرى للتعدي على هذه الأرض». وأشار إلى أن «الأحداث بدأت صباح الجمعة الماضية عندما قام 60 فرداً من الأهالي غالبيتهم من النساء بالتعدي على الأرض المشار إليها والاستيلاء عليها والتعدي على أفراد الحراسة، وعقب سلسلة من المفاوضات مع الأهالي والعناصر المتعدية على الأرض ومحاولة إقناعهم بمغادرة الأرض رفضوا الاستجابة لأي محاولات من جانب القوات المسلحة لإخلاء الأرض بالطرق السلمية واستمروا في تعديهم على الأرض». وأكد أنه «نتيجة لفشل المفاوضات واستنفاد كل المحاولات السلمية قامت عناصر المنطقة المركزية العسكرية التابعة لها الأرض بإخلائها من المتعدين عليها وإعادة السيطرة». ولفت إلى أن «عناصر القوات المسلحة الموجودة في الأرض تعرضت لإطلاق نيران مكثف من مبانٍ مطلة على الأرض داخل الجزيرة، ما أدى إلى إصابة أربعة جنود بطلقات نارية متفرقة ويتم علاجهم حالياً في مستشفى المعادي للقوات المسلحة، ما اضطرنا إلى الرد على مصادر إطلاق النيران وإلقاء القبض على 25 فرداً من القائمين بالتعدي وإحالتهم على النيابة العسكرية». وشدد على أن الجيش «لن يسمح بمخالفة القانون أو التعدي على أراضي ومنشآت وأفراد القوات المسلحة، وسنتصدى بكل حسم وقوة لمثل هذه الممارسات إعلاءً لسيادة القانون ولوضع حد لأعمال البلطجة والابتزاز مهما كلف ذلك من تضحيات».