اشتعلت «حمى التوقعات الموسمية» في السعودية أخيراً، بعد أن نشرت مراصد الطقس العالمية أمس، صوراً لأقمار اصطناعية خاصة بالمنطقة الغربية من البلاد، تشير إلى توقعات بهطول أمطار غزيرة بمعدلات تفوق ال 300 ملم اليوم وغداً على منطقة مكةالمكرمة تحديداً، والأجزاء الغربية والجنوبية من المملكة. وارتأت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عدم التعليق على تقارير «المراصد العالمية»، إلا أن المدير العام للتحاليل والتوقعات في «الرئاسة» شاهر أبو حمدي قال ل «الحياة»: «إن قراءة تلك الخرائط خاطئة من جانب بعض ممن يصفون أنفسهم بخبراء الطقس، إذ إن المرصد التابع للبي بي سي حذر في وقت سابق من فيضانات وأمطار غزيرة ستحدث في جازان وهو ما لم يحدث على رغم هطول أمطار غزيرة كما أشارت إليه توقعات الرئاسة فلم تكن هناك فيضانات». وزاد: «هناك من نقل عن المرصد الروسي تقارير تحذر من حدوث فيضانات وأمطار غزيرة خلال موسم الحج ولم يحدث ذلك، وهو ما يعني أن الخطأ في مثل هذه التحذيرات ليس صادراً عن المراصد العالمية التي تنشر الخرائط بل من جانب قراء هذه الخرائط الذين يبدأون في إثارة البلبلة والتحذير من فيضانات بناء على قراءات غير صحيحة». وشدد على أن تقارير «رئاسة الأرصاد» هي التي يجب الوثوق بها، بحكم قربها من المنطقة المعنية من الحدث، «معروف دولياً أن القرب والبعد من المكان يشكل أساس التوقعات وهو أمر يعرفه خبراء الطقس ونحن نتابع مجريات الأجواء على مدار الساعة ولدينا إمكانات بإيصال المعلومة الدقيقة للجميع». من جانبه، شكك المتحدث الرسمي ل «الأرصاد» حسين القحطاني في المعلومات المتداولة من أن منطقة مكةالمكرمة ستسجل 300 ملم عند هطول الأمطار، وقال في حديث إلى «الحياة»: «إن المواقع العالمية المعروفة لم تعلن مثل هذه الكمية، والرئاسة ستوضح هذه الحالة بشكل أفضل من خلال المعلومات المستقاة عبر أجهزة رادارات الطقس في المنطقة وصور الأقمار الاصطناعية». وأكد وجود فرصة لتكوّن سحب ركامية رعدية ممطرة على المنطقة تشمل مدن السواحل، لافتاً إلى أن «الأرصاد» تتابع هذه الظاهرة الجوية على مدار الساعة، وتمرر معلوماتها للجهات المختصة مباشرة. وأضاف أن يوم أمس (السبت) شهد بداية لتكوّن السحب الركامية الرعدية الممطرة مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية على منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، متوقعاً أن تستمر الحال حتى يوم الثلثاء المقبل، وذلك على المناطق الشمالية وأجزاء من وسط المملكة، تشمل مناطق تبوك، الجوف، حائل، الحدود الشمالية والقصيم. داعياً الجميع إلى توخي الحذر واستقاء المعلومات من مصدرها والابتعاد عن الإشاعات مجهولة المصدر والتي تسهم في إثارة البلبلة والتشويش على المعلومات التي تبثها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أو الجهات التي تتعامل مع الظواهر الجوية ميدانياً.