شن الرئيس العام لرئاسة الأرصاد وحماية البيئة الأمير تركي بن ناصر هجوماً «لاذعاً» على مراكز الطقس الدولية التي تستبق موسم حج بتحذيرات سنوياً، من فيضانات وكميات أمطار كبيرة على المشاعر المقدسة. وشدد على أن كل ما يصدر من توقعات عن طقس المملكة ممن وصفهم ب «المنجمين»، في إشارة إلى خبراء الفلك، هي «تحاليل شخصية وغير علمية» في كثير من الأحيان. وأكد تركي بن ناصر في تصريح إلى «الحياة» أن «الرئاسة» تحاول منذ خمسة أعوام في إقناع الجمهور بأن يثق بتقاريرها، بعيداً عن «الفلكيين»، وقال: «إن الفلك علم يختلف تماماً عن الأرصاد ويختص بالنجوم وخلافه، أما علم الأرصاد فهو واقع وكل الأمور التي يقولها هؤلاء الإخوة من هطول أمطار غزيرة لا علاقة لها بالأرصاد وهم يتوقعون توقعات غير علمية وتعتبر تحاليل شخصية». وقال خلال مؤتمر صحافي أمس، «إن التحذيرات التي تصدر من هؤلاء الفلكيين أو من مراكز الرصد الروسية أو اليابانية أو مركز رصد البي بي سي البريطاني وخلافه بالعامية تعتبر تحذيرات غير دقيقة». وزاد: «أثبتت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أنها المصدر الوحيد الموثوق، وهؤلاء يتحدثون عن روسيا والصين أين هذه الدول عن المشاعر نحن الأقرب، فالأقرب إلى المعلومة هو الأصح لا مراكز الصين ولا اليابان ولا روسيا فكل قراءاتهم عن الوضع غير صحيحة وغير واقعية». وأعلن الرئيس العام للأرصاد عن البدء بتشغيل مراكزها في المشاعر المقدسة على مدار ال 24 ساعة وتقديم معلوماتها البيئية والأرصادية ونقلها للجهات ذات الاختصاص وفقاً للخطط المعدة لذلك، إضافة إلى إطلاق نافذة إلكترونية خاصة بتقارير الأرصاد والبيئة في الحج مزودة بمختلف المعلومات الأرصادية الآنية، إضافة إلى المعلومات البيئية والأرصادية على مدار الساعة، إذ تبث معلوماتها بشكل مباشر لمركز القيادة والسيطرة في منى، إضافة إلى الجهات ذات الاختصاص المعنية بمعلومات الطقس والبيئة. وأضاف أن الرئاسة عمدت إلى تشغيل محطات رصد «أتوماتيكية» في مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة وعلى امتداد ساحل البحر الأحمر وكذلك صور للأقمار الصناعية ورادارات الطقس المنتشرة بالمملكة، موضحاً أن الطقس في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج يتوقع له أن يتسم بالدفء والرطوبة مع تباين في درجات الحرارة خصوصاً خلال بداية فترة الحج مع فرصة لتكون السحب المتفرقة والسحب الممطرة. وفي الإطار ذاته، أبرم الأمير تركي بن ناصر أمس، عدداً من العقود تتعلق بالجوانب الفنية والتقنية والأرصادية، مع عدد من شركات محلية اختصاصية بقيمة تتجاوز ال 125 مليوناً في مجال نقل التقنية الحديثة والمعلومات والبنى التحتية وتأسيس المراكز المتخصصة والإقليمية والمحلية والمعنية بالأرصاد والمناخ والطوارئ وتعزيز شبكات الرادارات وجودة الهواء. من جانبه، أوضح المدير العام للتحاليل والتوقعات في الرئاسة شاهر أبو حميدي أن مراكز الطقس الروسية والبريطانية أخطأت في كثير من توقعاتها في ما يتعلق بطقس المملكة، فالبي بي سي حذرت في وقت سابق من فيضانات في جازان ما أثار بلبلة بين المواطنين على رغم أن الرئاسة أصدرت تقريراً توقعت فيه أمطاراً عادية وهو ما حدث بالفعل رغم بعض السيول التي لم تكن فيضانات بحسب وصف مرصد البي بي سي. وزاد: «إن المرصد الروسي أخطأ مرتين بشأن وقوع فيضانات وأمطار غزيرة في الحج وربما الخطأ وقع من بعض من قرأ خرائطه فأخذوا القراءات الخاطئة وبثوا الإشاعات والتحذيرات ليثيروا البلبلة مرة أخرى». وأضاف «إن الرئاسة أصدرت تقارير مناخية توقعية للطقس الذي يعتبر متغيراً وهذه التوقعات تعتمد على مدى القرب والبعد من المصدر وهذا أمر معروف دولياً ونحن نتابع مجريات الطقس على مدار الساعة وإذا كان فيه تغيير لدينا إمكانات بإيصال المعلومة إلى الجميع.