قالت نائبة رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» سهير الأتاسي، في حديث إلى «الحياة»، إن أولوية عمل المعارضة تركز على «إسقاط النظام برموزه وأركانه كافة، وإن الائتلاف وكل تكتلات الثورة السورية منذ انطلاقتها، هي أدوات للوصول إلى ذلك الهدف». وأكدت الأتاسي أن الائتلاف سيعمل على «تشكيل جسم تنفيذي تمر عبره الإغاثة ومستقبلاً الدعم العسكري، لأن الذي شتت الأرض وفرقها للأسف، هم الداعمون الذين تعددوا وتنوعوا، وكان هناك دعم قدمه بعض الأفراد مقابل الولاء، وهذا العامل أضعف الثوار على الأرض». ولفتت إلى أن «أوراق تكوين الائتلاف الوطني أشارت إلى تأسيس حكومة موقتة، وربما لن ينتظر هذا الموضوع إلى حين تأسيس الحكومة، ولا أعتقد بأننا سنتأخر في تشكيلها... لكن علينا منذ الآن البدء بالجسم التنفيذي ريثما تتشكل الحكومة... فالجسم التنفيذي عبارة عن سلطة تنفيذية، ولا بد ان تكون بعيدة من أي محاصصات أو تجاذبات سياسية، هذا أمر أساسي». وتابعت: «أتمنى أن تصحو ضمائر كل الدول، وأعلم أن لغة المصالح تغلب على لغة الضمائر. لكن أقول للمجتمع الدولي إنه حتى لو فكروا بلغة المصالح، فليس من مصلحة أحد أن تذهب سورية إلى المجهول. الآن الشعب السوري يقوم باستحقاقاته، وهو لا يدافع فقط عن سورية بل يدافع عن مفهوم الحرية والإنسانية في مواجهة نظام امتد إرهابه إلى لبنان والعراق... أحياناً تقول دول غربية إنهم لا يريدون الدخول في ملف التسليح للجيش الحر، ورأيي أن هذا موقف خاطئ للغاية، لأنهم لو دعموا الجيش الحر منذ شهور لكانوا وفروا علينا الكثير. ولكان هذا الجيش تنظم منذ أمد بعيد». وعن الرئيس بشار الأسد قالت: «نحن نشفق على بشار، لأنه لو كان لديه ذرة من العقل والضمير لكان انسحب منذ أمد بعيد، ولكان كسب ولو فكرة قليلة قبل أن تراق الدماء، ولكان قيل إن هذا الذي نصب نفسه رئيساً من دون شرعية في لحظة ما شعر بأنه ليس على قدر المسؤولية وانسحب. لكنه أوغل في الدماء... ولا أعتقد بأن أحداً من أهالي الثوار يقبل بعدم محاسبة بشار... أنا أتمنى محاكمة عادلة، وأن يعيش ليحاكم». وأعربت الأتاسي عن اعتقادها بأن «النظام بات فعلاً ضعيفاً، ولولا روسيا وإيران وحزب الله يدعمونه بقوة لكنا أسقطناه منذ شهور. والنظام معنوياته وإرادته ضعيفة جداً، أما ثوارنا على الأرض فإن إرادتهم ومعنوياتهم عالية جداً». وتابعت أن «وعي الثوار متقدم إلى درجة بعيدة، وبدأوا تشكيل مجالس محلية في المناطق المحررة. وحتى الكتائب التي كانت متفرقة بدأت تدرك أن الوحدة والتنظيم هو الطريق الأقرب إلى النصر، وظهرت حالياً تكتلات رئيسية تضم داخلها الكتائب الفرعية، أي أن خارطة الجيش الحر تتقدم بدرجة كبيرة على الرغم من قلة الإمكانات... فماذا لو وضعنا في أيديهم الإمكانات الحقيقية من دون طلب ولاءات؟». وعن وجود «جهاديين» في صفوف المقاتلين، قالت الأتاسي: «أنا كنت في الداخل السوري... وجلست مع السلفيين ومع البعض من جبهة النصر... كنا نسمع كلاماً كثيراً، وعندما جلست مع هؤلاء الثوار، سواء من السلفيين أو جبهة النصرة، لم أشعر أبداً بغربة... لم أضطر إلى أغيّر من شكلي، الاعتدال هو سمة السوريين، حتى الآن ما يقال عن التطرف لم ألمسه بشكل فعلي، ربما هناك بعض الحوادث البسيطة». وعن مواقف دول مجلس التعاون الخليجي، شددت الأتاسي على أن «هذه الدول هي التي وقفت مع الشعب السوري بشكل فعلي وعملي. وأعتقد بانها لم تقف معنا فقط بالقول. طبعاً هناك تفاوت في المواقف بين دولة وأخرى، لكن كان هناك شيء ملموس من تلك الدول، ونحن لمسنا الدور الذي تلعبه قطر على مدى أيام (أثناء اجتماعات الدوحة)... نحن نشعر أن الجميع في دول الخليج أصبح يدرك أن هذه القضية قضيته، لمسنا هذا الصدق، وليس فقط على مستوى العلاقات الديبلوماسية بل هناك موقف إنساني بالدرجة الأولى». وعن دلالات انتخابها قالت: «لم أره فقط انتخاباً لامرأة... الشباب اعتبروني مرشحة الحراك الثوري. لم أر المسالة كأنها كوتا لامرأة. أرى الانتخاب في إطار رؤية الشباب بأنهم رشحوا من شعر بهم وكان معهم على الأرض منذ بداية الثورة». وشددت الأتاسى على أنها «لست المرأة الوحيدة في قيادة الائتلاف... فهناك ريما فليحان وحنان البلحي». ورأت أن «دور المرأة السورية ليس فقط في مجال الإغاثة أو العمل في المستشفيات الميدانية أو التظاهر فقط، فلا بد أن تنخرط المرأة مع الكتائب من دون أن تحمل السلاح. ولا بد أن تكون مندمجة ومتواصلة مع الكتائب، وتجلس معها وتتحدث إلى الثوار وتتناقش معهم عن سورية المستقبل وكيف نريدها». سهير الأتاسي