تواصلت ردود الفعل على التصعيد الامني بين اسرائيل وقطاع غزة، وفيما طلبت الولاياتالمتحدة من مصر استخدام نفوذها لدى الفلسطينيين في مسعى الى وقف العنف في غزة، اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية مع نظيره المصري محمد مرسي انه يدعم جهود القاهرة لوقف اعمال العنف في غزة. من جانبه، شدد الاتحاد الاوروبي على ضرورة حل النزاع العربي - الاسرائيلي. وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود اتصالاً هاتفياً ليل أول من أمس من الرئيس محمد مرسي تطرق خلاله إلى العلاقات بين البلدين الشقيقين والأوضاع في المنطقة وتطور الأحداث في الأراضي الفلسطينية. وقالت «وكالة الأنباء السعودية» ان خادم الحرمين الشريفين أجاب بأن لا بد من تهدئة الأمور وإحكام العقل وألا يغلب الإنفعال على الحكمة والتدبر. وفي واشنطن، قال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر: «نطلب من مصر استخدام نفوذها في المنطقة للمساعدة على تهدئة الوضع»، مضيفاً ان على حركة «حماس» وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. في السياق نفسه، قال الكرملين في بيان ان «الرئيس (بوتين) قال انه يدعم الجهود التي تقوم بها القاهرة للتوصل الى اعادة الوضع لطبيعته»، كما «شدد على الحاجة لوقف المواجهة المسلحة، ودعا الطرفين المعنيين في الصراع الى ممارسة ضبط النفس ووقف الاعمال التي توقع مدنيين». وعبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون في بيان «عن قلقها الشديد ازاء تصعيد العنف»، وقالت ان «الهجمات بالصواريخ من جانب حماس ومجموعات اخرى من غزة التي ادت الى الازمة الحالية، غير مقبولة على الاطلاق ويجب ان تتوقف. اسرائيل لها الحق في الدفاع عن شعبها من هذا النوع من الهجمات». وتابعت: «ادعو اسرائيل الى الحرص على ان يكون ردها متكافئاً». وقالت انها اتصلت بقادة في المنطقة، بينهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئاسة المصرية، وكذلك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وشددت على «ضرورة تجنب تصعيد وسقوط خسائر بشرية اضافية». وأكدت اهمية ايجاد «حل للنزاع» لكي «يتمكن ملايين الاشخاص في المنطقة من العيش بسلام وامن». ودعت المستشارة الالمانية انغيلا مركل القاهرة الى استخدام نفوذها على «حماس» لتهدئة التوتر في قطاع غزة، معربة عن «قلقها الكبير» من تصعيد اعمال العنف في الشرق الاوسط. ودعت الى وقف فوري لاطلاق الصواريخ، معتبرة ان «الحكومة الاسرائيلية لديها حق وواجب حماية شعبها بالطريقة المناسبة». من جانبه، اكد الرئيس فرنسوا هولاند في وارسو انه «قلق جداً» من الوضع في غزة. وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس بولندا برونيسلاف كوموروفسكي: «اتخذت مع وزير خارجيتي (لوران فابيوس) امس كافة الخطوات لتجنب هذا التصعيد في العنف. المسؤولية تقع على عاتق فرنسا لانها تستطيع ان تتحدث الى الطرفين». وقال كوموروفسكي انه يقاسم هولاند «قلقه الكبير من تصعيد النزاع في هذه المنطقة»، معبراً عن امله في «الا ينتقل النزاع الى مرحلة التدخل البري». وأضاف ان «بولندا ايضاً يمكنها ان تلعب دوراً لانها ارادت دائماً البقاء معتدلة في علاقاتها في منطقة النزاع». وفي جنيف، دعت مفوضة الاممالمتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الى تجنب تصعيد العنف، ودانت الغارات الجوية الاسرائيلية وكذلك اطلاق الصواريخ من القطاع، معتبرة ان «النوعين من اعمال العنف يؤديان الى مقتل مدنيين»، لكنها اكدت ان على الطرفين واجب حماية المدنيين. وقالت الرئاسة التونسية في بيان ان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي اجرى مكالمة هاتفية مع رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية و «اكد له مساندة تونس المطلقة لكفاح الشعب الفلسطيني وإدانتها الكاملة للعدوان عليه». ودعا المرزوقي ايضاً الى «انعقاد مجلس الأمن بصفة عاجلة لبحث العدوان الإسرائيلي على القطاع وتسليط العقوبات الواجبة على إسرائيل». وفي ايران، جرت تظاهرات في نحو 700 مدينة بدعوة من السلطة للاحتجاج على العملية الإسرائيلية في غزة والتضامن مع الفلسطينيين. وقالت الوكالة الإيرانية الرسمية إن وزير الخارجية علي اكبر صالحي اكد انه «مستعد للتوجه إلى غزة»، كما أجرى اتصالاً هاتفياً بالأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح معرباً عن دعم إيران «للمقاومة الفلسطينية في مواجهة اعتداءات النظام الصهيوني»، ومضيفاً أن إيران مستعدة «لإرسال مساعدة إنسانية وأدوية» إلى السكان في غزة. وأكد آية الله احمد خاتمي في خطبة في صلاة الجمعة في طهران: «يجب أن نحيي المقاومة الشعبية للفلسطينيين والرد الذي قدموه للنظام الصهيوني (بإطلاقهم صواريخ على إسرائيل). طريقكم هو الطريق الصواب لإركاع النظام الصهيوني». إلى ذلك، وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحافي في إسطنبول الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها عمل من أعمال الإثارة السابقة على الانتخابات. وقال انه سيناقش الأزمة مع الرئيس محمد مرسي خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما سيتصل هاتفياً بالرئيس باراك أوباما في وقت لاحق الجمعة، مشيراً إلى أن أنقرة تسعى أيضاً إلى إجراء محادثات مع بوتين.