منذ أكثر من عام و«أبو فهد» يعاني من «عرق النسا»، على رغم المراجعات الطبية المتكررة واللجوء إلى الأطباء الشعبيين. تدلف إلى شقة «أبي فهد» فتجده محاطاً بالكثير من الأدوية، معظمها مسكنات حتى يظفر بساعتين من النوم، ومثلها في النهار. ويقول أبوفهد: «منذ سنوات وأنا أعاني آلاماً في الظهر، ولكن منذ نحو عام خفت آلام الظهر وبدأت آلام أشد هي آلام عرق النسا»، موضحاً أن الكثير من الأطباء أكدوا أن معظم المصابين بعرق النسا تكون لديهم مشكلات سابقة في الظهر. ويضيف: «بعد مراجعات متكررة وفاشلة إلى أطباء عدة، قررت اللجوء إلى الطب الشعبي، وفعلاً ذهبت إلى طبيب شعبي مشهور، وعالجني بالكي أكثر من مرة مع الحمية من بعض الأكلات». ويتابع أبوفهد: «بعد أشهر من العلاج لدى الطبيب الشعبي شعرت بتحسّن طفيف، فالآلام موجودة لكنها ليست مستمرة، ويكفي أنني بت أنام بضع ساعات»، موضحاً أنه في بداية الأمر لم يكن يستطيع النوم، ما سبب له صداعاً خلال تلك الأيام. لا يزال أبوفهد يعاني من الآلام وإن كانت بدرجة أقل، إلا أن ما يقلقه هو عجزه عن سد رمق أطفاله: «ليست لدي وظيفة، ولكن كانت أموري مستورة، فلدي سيارة ليموزين كنت أستطيع من خلالها دفع إيجار الدار الذي أسكنه وتوفير متطلبات أسرتي، إلا أن المرض أقعدني في المنزل منذ أكثر من سنة، الأمر الذي اضطرني إلى الاقتراض من بعض الجيران والأصدقاء، خصوصاً أن المصاريف زادت بسبب مراجعاتي للمستشفيات الخاصة بحثاً عن العلاج». ويكشف أبوفهد أن أوضاع أسرته ساءت ووصلت إلى وضع لم يكن يتوقعه: «لدي خمسة أطفال (ولدان وثلاث بنات) أكبرهم يبلغ عمره 14 عاماً، كلهم يدرسون ما عدا البنت الصغيرة، يفطرون في المنزل ولا يأكلون شيئاً حتى عودتهم من المدارس». ويشير رب الأسرة المحطم إلى أنه لا يزال أسير المرض، «الآلام تأتيني أكثر من مرة خلال اليوم، خصوصاً عندما أتحرك كثيراً، وخلال الشهر الماضي حاولت ركوب السيارة لأجلب للمنزل ما يسد رمق أطفالي، ولكني عدت إلى البيت مرهقاً والآلام تضغط على رجلي»، مؤكداً أن الطبيب الشعبي نصحه بالبقاء في المنزل وعدم التحرك حتى تختفي الآلام. ولا يتحمل أبوفهد مشاهدة زوجته وأطفاله وهم حزينون منكسرون: «أقضي معظم ساعات يومي في المجلس وحيداً، فماذا أفعل؟ فزوجتي صابرة على ظروفي وعيون أبنائي تطلب الكثير مما لم أستطع توفيره لهم، حتى المناسبات الاجتماعية لم نعد نحضرها والله وحده يعلم حالنا». ويأمل أبوفهد من فاعلي الخير وأصحاب القلوب الرحيمة «أن ينظروا إلى حالي ووضعي الذي يتحول يوماً بعد يوم إلى وضع مأسوي، أن يساعدوني في ما أمرّ به من محنة الله وحده قادر عليها ثم مساعدتهم، فما أريده هو فقط سداد ديوني التي تبلغ 30 ألف ريال والوقوف معي موقتاً حتى أستعيد عافيتي بإذن الله».