عندما اكتسح ميلان كييفو 5 – 1 عائداً إلى طريق الانتصارات في المرحلة ال11 من الدوري الإيطالي لكرة القدم، رفع لاعبه المصري الأصل ستيفان الشعراوي رصيده إلى 8 أهداف في صدارة ترتيب الهدافين. ويلقى الشعراوي المديح والإشادة من الجميع، حتى أن زميله المهاجم البرازيلي ألكسندر باتو رشّحه ليصبح أحد أساطير فريقه في السنوات المقبلة، لافتاً في تصريح إلى «سبورت ميدياسيت» إلى أن «مستوى الشعراوي يتطور في شكل سريع وهو لاعب كبير». وأضاف: «يسير على الطريق الصحيح وآمل بأن يحقق نجاحات كبيرة لميلان». حقق الشعراوي انطلاقة رائعة هذا الموسم وسجل أهدافاً حاسمة ل«الروسونيري» الذي يعيش ظروفاً دقيقة وصعبة عموماً. وكان الشعراوي الذي ولد في سافوني من أب مصري وأم إيطالية في 27 تشرين الأول (أكتوبر) 1992، بدأ مسيرته الكروية مع جنوى وعمره 13 سنة، وخاض أولى مبارياته في الكالتشيو في 21 كانون الأول (ديسمبر) 2008 في سن ال16، وكانت أمام كييفو فيرونا إذ لعب 16 دقيقة محققاً الظهور الوحيد له مع الفريق، إذ لازم بعدها مقاعد الاحتياط حتى تمت إعارته إلى بادوفا الموسم الماضي. وخاض الشعراوي 15 مباراة مع منتخب إيطاليا للناشئين (تحت 17 سنة) منذ تشرين الأول 2008، سجل خلالها هدفاً واحداً. وشارك معه في كأس أوروبا وكأس العالم عام 2009، ثم خاض 3 مباريات مع منتخب إيطاليا للشباب وسجل هدفاً واحداً. وكانت هناك بعض المحاولات من والده صبري الشعراوي لأن يمثل نجله المنتخب المصري بدلاً من «الأزوري»، مبدياً سخطه على قرار ولده الذي فضّل إيطاليا، واصفاً خياره بالمخيّب ولا يدعو للافتخار لكون ولده تنكّر لأصوله العربية وفضّل منتخباً أوروبياً. كما حاول الاتحاد المصري إقناعه بالدفاع عن ألوان «الفراعنة»، لكنه رفض العرض. واستدعى المدير الفني للمنتخب تشيزاري برانديللي الشعراوي، ليكون أول لاعب ذي أصول عربية في تاريخ إيطاليا يشارك مع المنتخب الأول. وفرض الشعراوي وجوده سريعاً، وبات أحد أعمدة ميلان. ويعتبر صاحب مواهب فطرية غير عادية، يشبه إلى حدّ كبير النجم الإيطالي أليساندرو دل بييرو، اذ يملك تقريباً الأسلوب ذاته المتمثل بالرؤية والمراوغة والتسديد، ما يسمح له بفتح الثغر وصنع الأهداف وتسجيلها، وهي أبرز صفات لاعب الوسط الهجومي. وقدراته المتعددة داخل الملعب جعلته سلاحاً تكتيكياً رائعاً لمدرب ميلان ماسيمليانو أليغري. اختار الاتحاد الدولي «فيفا» الشعراوي ضمن قائمة أفضل المواهب الصاعدة. وقد «تفجّرت» موهبته بعد إعارته إلى بادوفا، إذ أظهر إمكانات ومهارات كبيرة قليلاً ما يظهرها لاعب في سنه. وفي موسمه الأول مع النادي 2010-2011، شارك في 30 مباراة في الدرجة الثانية، ما مكّنه من تسجيل 9 أهداف في الدوري، الأمر الذي فتح له باب النجومية على مصراعيه وأدخله في اهتمام أكبر الأندية، ومنها ميلان الذي أبدى رغبة كبيرة في ضمه، بالتزامن مع محاولات فرق كبيرة أمثال ريال مدريد وبرشلونة وأرسنال الظفر بخدماته. إلا أن تصريحه بحبه لميلان، أغلق الأبواب الأخرى. ومشاركات الشعراوي مع ميلان كانت موفّقة منذ البداية، اذ قدّم أداء باهراً في أول ظهور له بألوان ناديه الجديد في الدوري ضد نابولي، ما جعل أليغري يجدد الثقة في لاعبه ويشركه بديلاً عن نجم الفريق البرازيلي باتو الذي كان مصاباً، لينجح بعدها في التوقيع على أول أهدافه مع ميلان أمام أودينيزي. يمرّ الشعراوي بفترة تألق محلياً وأوروبياً. ولا تتوقف الصحف الإيطالية عن مدحه، وهي تقارن بين اللاعب الشاب والنجم الكبير السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي رحل من ميلان إلى باريس سان جرمان الفرنسي. في الموسم الماضي لعب الشعراوي 28 مباراة، إلا أنه هذا الموسم، كما الحارس كريستيان أبياتي، لعب دائماً أساسياً. وفي ظل سياسة الفريق «اللومباردي» الذي يبحث عن التجديد والتعاقد مع شبان أصحاب مهارة عالية، أعلن ميلان عن تجديد تعاقده مع مهاجمه حتى 2017 ليشتري بطاقة الشعراوي كاملة من فريقه السابق جنوى الذي كان يملك 50 في المئة منها. وفي ميلان هناك عناية فائقة للشعراوي، وسط محاولة جعله رمزاً للجيل الجديد. ويقابل النجم الصاعد هذا الاهتمام بإظهار ثقة عالية، إذ قال: «لقد فزنا في مباريات بوجود إبراهيموفيتش وغيابه». وأضاف بعد رحيل «إيبرا» إلى سان جرمان: «إننا قادرون على تحمل المسؤولية من دونه». والحمل الكبير أصبح الآن على عاتق الشاب، إذ بات رجل المستقبل، ومن اللاعبين الذين ينتظر أن يعوّل عليهم أليغري كثيراً ليكون القوة الضاربة في التشكيلة هذا الموسم.