حمّل المشرف العام على الإدارة العامة للتغذية في وزارة الصحة مشاري الدخيل وزارة التربية والتعليم ووسائل الإعلام مسؤولية انتشار مرض السمنة في المجتمع السعودي، مطالباً بوجود مراكز متخصصة تُعنى بشؤون التغذية في مناطق المملكة كافة، يتمثّل دورها في الوقاية والتثقيف ورصد الأمراض المنتشرة. وقال الدخيل في حديث إلى «الحياة»: «إنه حتى الآن لم يبلغ الإعلام دوره المطلوب في مكافحة الأمراض والحد من انتشارها داخل المجتمع، إذ يتغيب في بعض الأحيان التثقيف عن أهمية الفيتامينات الضرورية التي يحتاجها الجسم ومواطن وجودها، والتنويه بخطورة الاعتياد على الوجبات السريعة وغيرها من الأمور التي تسهم في التعرّض لبعض الأمراض التي يأتي أبرزها السمنة». ويرى أن وزارة التربية والتعليم لم تؤد دورها بالشكل الأمثل، على رغم امتلاكها البذرة الصغيرة المتمثّلة في الطلاب والطالبات من مختلف المراحل، مشدداً على ضرورة تكثيف الحملات التثقيفية والتوعوية حول بعض العادات الغذائية التي تشكل نتائجها الإيجابية بشكل كبير، منوهاً بأن دور وزارة الصحة مع المدارس يكمن في التثقيف والتوجيه من خلال التنسيق مع الصحة المدرسية بإلقاء المحاضرات. وبين أن الدراسات أثبتت بأن أكثر الوفيات في المملكة بعد الحوادث، سببها أمراض القلب والأوعية الدموية، مرجعاً سبب ذلك إلى ازدياد نسبة الكولسترول والدهون في الدم، وعدم الاهتمام بالجسم وإعطائه حقه من العناية الكاملة. وأكد الدخيل أن الاستمرار في سلوك غذائي غير صحيح قد يسبّب أمراضاًً ذات علاقة بالتغذية، منها السكري، السمنة، واختفاء فيتامين «د»، مشيراً إلى أن نقص الوعي على مستوى العادات الغذائية ما زال قائماً، إلى جانب جهلهم بأهمية الفيتامينات. من جهتها، أكدت استشارية الأطفال في صحة جدة الدكتورة منى الصائغ ل «الحياة» على عدم اهتمام وزارة التربية والتعليم بالمقاصف المدرسية وتغيبها عن ما يباع داخل المقاصف المدرسية من مواد غذائية قد يكون ضررها أكثر من نفعها. وقالت: «إن غالبية المقاصف المدرسية تعتمد على المكسب المادي بغض النظر عن النتائج السلبية على صحة الطلاب والطالبات كبيع الدونات، البطاطا المقلية والمشروبات الغازية». ونوهت بأن غالبية الأطفال في مجتمعنا اعتمدوا في تغذيتهم على الحليب الاصطناعي، موضحة أنه في حال الكشف على الطفل خلال مرضه يتبين أنه يعاني من سوء تغذية، مرجعة سبب ذلك إلى عدم تثقيف الأسرة وإهمال المدارس تثقيف طلابها، مطالبة بتفعيل المحاضرات الدورية لمنسوبي المدارس من طلاب ومعلمين، وأن تشرف وزارة التربية والتعليم على ما يباع في المقاصف من وجبات غذائية.