انزلقت منطقة اليورو إلى الركود في الفترة من تموز (يوليو) إلى أيلول (سبتمبر) للمرة الثانية منذ 2009 إذ أن صمود الاقتصاد الفرنسي لم يعوض التباطؤ في أنحاء أوروبا كما أضرت أزمة ديون مستمرة منذ ثلاث سنوات بالاقتصاد الألماني. وأفاد مكتب الإحصاءات في الاتحاد الأوروبي (يوروستات) أمس بأن الناتج الاقتصادي في دول منطقة اليورو وعددها 17 هبط بنسبة 0.1 في المئة في الربع الثالث في أعقاب انخفاض بنسبة 0.2 في المئة في الربع الثاني. ويدفع هذان الربعان من الانكماش اقتصاد منطقة اليورو الذي يقدر حجمه عند 9.4 تريليون يورو (12 تريليون دولار) إلى الركود رسمياً على رغم انكماش اقتصاد كل من إيطاليا وإسبانيا منذ سنة بينما تعاني اليونان كساداً صريحاً. ولم تتمكن ألمانياوفرنسا أكبر اقتصادين في منطقة اليورو من إنقاذ التكتل من السقوط مجددا في براثن الركود بالرغم من نمو اقتصادي البلدين بنسبة 0.2 في المئة خلال الربع الثالث. وشهدت بلدان كبيرة مثل إيطاليا وإسبانيا وهولندا انكماشاً بينما دخل اقتصاد بلجيكا وهي مصدّر كبير حالاً من الركود. وسجل الاقتصاد الفرنسي قفزة طفيفة مفاجئة بنموه 0.2 في المئة في الفصل الثالث، كما أعلن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الذي كان لا يزال يتوقع في بداية تشرين الأول (أكتوبر) ركوداً جديداً. وبعد فصلين من الركود في نهاية 2011 وبداية 2012، تراجع الناتج المحلي الإجمالي في المقابل في شكل طفيف بنسبة 0.1 في المئة في الفصل الثاني من هذا العام. وكان المعهد أعلن في الأساس نمواً بنسبة صفر في الفصل الثاني. وحافظت إسبانيا على حال الانكماش في الفصل الثالث من العام مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي بواقع 0.3 في المئة مقارنة بالفصل الثاني، بحسب الأرقام الرسمية النهائية التي نشرت أمس غداة إضراب عام ضد التقشف والبطالة وفي ظل أوضاع اقتصادية هشة. والبلد الذي يعتبر رابع اقتصاد في منطقة اليورو، دخل حال الانكماش في نهاية 2011 بعد اقل من سنتين من خروجه منها، وسجل الناتج المحلي الإجمالي في البلاد تراجعاً بنسبة 0.4 في المئة في الفصل الثاني من العام. وتراجع الناتج المحلي الإجمالي في إيطاليا بنسبة 0.2 في المئة في الفصل الثالث مقارنة مع الفصل الذي سبق، وبنسبة 2.4 في المئة وفق الوتيرة السنوية، بحسب أولى التقديرات التي نشرها معهد الإحصاءات (ايستات). والتراجع اقل مما توقعه الاقتصاديون الذين كانوا يراهنون على انخفاض بنسبة 0.4 في المئة إلى 0.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي خلال فصل، وبنسبة 2.8 في المئة خلال عام. وأوضح المعهد في بيان أن الانخفاض الفصلي يمثل «حصيلة تراجع القيمة المضافة في قطاعي الزراعة والخدمات وزيادة طفيفة في قطاع الصناعة». وأظهرت بيانات تراجعاً مفاجئاً في مبيعات التجزئة البريطانية في تشرين الأول إذ خفض المتسوقون مشترياتهم من المواد الغذائية والملابس ما يقلص الفرص في أن يدعم المستهلكون الاقتصاد في الربع الأخير من العام. وأعلن مكتب الإحصاءات أن أحجام المبيعات ومن بينها السيارات هبطت 0.8 في المئة على أساس شهري لكنها سجلت زيادة سنوية ب 0.6 في المئة. احتجاجات وتعرض القنصل الألماني في سالونيكي (شمال اليونان) إلى هجوم من جانب متظاهرين يعملون في الهيئات المحلية غاضبين من قرارات صرفهم من الخدمة متوقعة في هذا القطاع، كما أعلنت الشرطة. وقام عدد من المتظاهرين الذين بلغ عددهم نحو 300 ويعمل القسم الأكبر منهم في دوائر الهيئات المحلية، وتجمعوا أمام المبنى الذي يعقد فيه مؤتمر حول التعاون اليوناني - الألماني، برش المياه والقهوة على القنصل فولفغانغ هويلشر اوبرماير. وهتف المتظاهرون «كلنا موحدون لمكافحة النازيين». ورشق متظاهرون آخرون بالبيض مشاركين في الوفد الألماني. ولم يصب أي شخص بجروح، ولم تعمد قوات الأمن التي أبعدت القنصل من مكان الحادث بتكتم، إلى توقيف احد. وتأتي التظاهرة غداة تصريحات لمساعد وزير العمل الألماني هانس يواكيم فاشتل الذي أعلن أول من أمس في سالونيكي أن ثلاثة موظفين بلديين يونانيين يقومون بالعمل نفسه الذي ينجزه ألماني واحد قبل أن يتراجع عن تصريحاته. وكانت تظاهرة ضخمة اجتاحت مساء أول من أمس شوارع مدريد لتتوج يوم غضب في سائر إرجاء أوروبا ضد التقشف والبطالة وتردي الأوضاع الاجتماعية تخللته صدامات في إسبانيا وإيطاليا. وسار مئات آلاف الأشخاص في شوارع العاصمة الإسبانية بدعوة من النقابات من جهة، وتجمعات بدعوة من «حركة الغاضبين» أمام حواجز الشرطة التي تحمي مجلس النواب. ووقعت حوادث في مدريد وبرشلونة حيث أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي بعدما رشق المتظاهرون في نهاية المسيرة الشرطة بالزجاجات والحجارة. وتفرق المتظاهرون وهم يضرمون النار في سلال القمامة ووضع عوائق في الطرقات لعرقلة تدخل رجال الإطفاء أو كسر زجاج بعض الأبنية كما حصل مع فرعي مصرفين في مدريد. وهذه التعبئة الحاشدة تتباين مع مشاركة خجولة نسبيا في المسيرات التي جرت في البلدان الأخرى، تجلت في خمسة آلاف متظاهر في أثينا بحسب الشرطة وبضعة آلاف في إيطاليا، تحديدا في تورينو وميلانو، وكذلك في فرنسا خصوصاً في باريس. وفي لشبونة تظاهر آلاف الأشخاص أمام البرلمان لكن الشرطة أخرجتهم ضرباً بالهراوات مع بداية المساء بعد أن تعرضت لرشق الحجارة والقاذورات خلال ساعة.