أقر رؤساء أركان جيوش دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض أمس بتحقيق المزيد من الخطوات في مجال التكامل الدفاعي والتمارين والتدريبات المشتركة، وتنظيم مشاركة القوات المسلحة بدول المجلس مع القوات الدولية في عمليات حفظ السلام الدولية والعمليات الإنسانية، ووضع آلية موحدة لذلك. وبحثوا في اجتماعهم أمس فكرة إنشاء معهد عالٍ للدفاع والأمن لدول المجلس. وعرض رؤساء الأركان لسير التعاون العسكري والدفاع المشترك بين دول المجلس في مختلف المجالات والخطوات، والإجراءات التي تم اتخاذها من الجهات المعنية بالقوات المسلحة في دول مجلس التعاون حيال قرارات التعاون العسكري والدفاع المشترك ومدى التقدم في تنفيذها. وترأس الاجتماع رئيس هيئة الأركان العامة السعودي الفريق أول ركن حسين بن عبدالله القبيل الذي أوضح في كلمة أن هذا الاجتماع جاء لتحقيق مزيد من التعاون بين الدول الأعضاء في دول المجلس، في ضوء الإنجازات التي تحققت، وهذا يعكس ما تسعى إليه قيادات دول المجلس بأن يسود الأمن والاستقرار ربوع المنطقة، الأمر الذي يحقق لها المزيد من الاستقرار والتقدم والرخاء والازدهار. وأوضح القبيل أن استمرار التنسيق والتعاون والدفاع بين دول مجلس التعاون الخليجي، آتى ثماره منذ زمن بعيد، وهذا الاجتماع هو إحدى اللبنات المكملة لتحقيق مزيد من التعاون بين الدول الأعضاء. وقال إن العلاقات الحميمة بين دول المجلس أثمرت بيئة قوية من العمل الجماعي لمواجهة الأخطار المحيطة بدولنا، ويتطلب المزيد من العمل لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لترسيخ الأمن الدفاعي لدول المجلس كافة. وأشار رئيس هيئة الأركان السعودي عقب الاجتماع إلى أن التهديدات الإيرانية ضد دول مجلس التعاون الخليجي بحثت خلال اجتماع رؤساء الأركان. وأضاف: «الاهتمام حالياً بكيفية تنسيق جهود كل قوات المجلس لمواجهة التهديدات ومن ضمنها تطوير قوات درع الجزيرة». وذكر الفريق القبيل أن فكرة إنشاء معهد عالٍ للدفاع والأمن لدول المجلس، طرحت من إحدى الدول الخليجية ولم يتحدد مقره، وتمت إحالتها للدرس. من جهة أخرى، أوضح رئيس هيئة الأركان لقوة الدفاع في البحرين اللواء ركن دعيج آل خليفة أن دول الخليج بلدان «تطلب السلم ولا تعادي أحداً، وأن إيران بلد مجاور نتمنى ألا يصدر منها إلا المعاملة بالمثل»، وأكد «أن التدخل في شؤوننا الداخلية أو التهديدات خط أحمر». وقال آل خليفة: «ليست لدينا أطماع، ولا نتدخل في شؤون الغير، ونتمنى أن تعاملنا إيران بالمثل، ومطلبنا الرئيس هو عدم التدخل في شؤوننا الداخلية». وقال الأمين العام المساعد للشؤون العسكرية في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي اللواء ركن خليفة الكعبي: «إن الجميع يعلم أن بلداننا الخليجية مستهدفة في أمنها واستقرارها، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه ديننا وأوطاننا، وأن فكرة بناء قيادة موحدة نابع من رؤية استراتيجية عميقة لمستقبل هذا التجمع المبارك، وضرورة يمليها الواقع الراهن والمستقبل المرتقب».