أكملت وزارة الشؤون البلدية والقروية برنامج المسح الجوي لتغطية مناطق المملكة كافة، بمساحات تُقدر بنحو 300 ألف كيلومتر مربع. فيما أوشكت على استكمال برنامج كبير لتغطية المدن والقرى بأدق الخرائط على اختلاف أنواعها، بمساحات تتجاوز ال500 ألف كيلومتر مربع. وتخطط لتنفيذ برنامج آخر للمسح الجوي الرقمي الحديث، والعمل على تلبية حاجات الأمانات من الصور الفضائية الحديثة. وأكدت نيتها لتوفير «خدمة المسح لكل شبر في المملكة، من أجل تلبية حاجات التسجيل العيني للعقار». وقال وكيل الوزارة المساعد للأراضي والمساحة المهندس محمد الراجحي: «إن تلبية الحاجات تتم وفق 3 آليات، تتمثل في شراء المعلومات الأولية للصور الفضائية، ومعالجة هذه المعلومات وتصحيحها، وفق المرجع «الجيوديسي» الموحد، وبما يضمن تطابقها مع الخرائط الطبوغرافية، وطباعتها وتزويد الأمانات بها». وشارك الراجحي، أمس، في لقاء لمديري المساحة والخرائط في أمانات المملكة، استضافته أمانة الأحساء، بعنوان «أهمية ربط الأعمال المساحية في مرجع الإسناد الجيوديسي «المساحي» الموحد في المملكة»، بحضور أمين الأحساء المهندس فهد الجبير، ومشاركة أكثر من 85 من مديري إدارات المساحة في الأمانات. وأوضح الراجحي، أن «الإدارة العامة للمساحة والخرائط في الوزارة تعمل على إنشاء وحدة معلومات في كل أمانة، يتم من خلالها حفظ وتداول المعلومات المكانية كافة، لتستفيد منها الأمانة والبلديات التابعة لها»، لافتاً إلى أن «الفترة الماضية، شهدت قيام الإدارة العامة للمساحة والخرائط بإنشاء وتوحيد المرجع «الجيوديسي» في المملكة، إذ أنشأت 13 محطة بث للمعلومات المساحية. كما أنشأت شبكة نقاط رئيسة، تصل إلى 600 نقطة، تم ربطها ب95 نقطة من النقاط التي أنشأتها إدارة المساحة العسكرية، وذلك بهدف توحيد المرجع في المملكة». ولفت إلى أن إدارته «تعمل حالياً، على تكثيف محطات البث، لتصبح في حدود 100 نقطة، كمرحلة أولى، ليُعد هذا الأمر سبقاً تقنياً للجهات الأخرى في هذا المجال، ونقلة نوعية في رفع مستوى جودة ودقة الأعمال المساحية والمرجعية المكانية، وتوفير الرصد المساحي الآلي، لتوفير الخدمة في كل شبر في المملكة، لتلبية حاجات التسجيل العيني للعقار». بدوره، اعتبر مدير الإدارة العامة للتخطيط والمساحة في أمانة الأحساء المهندس عبدالله الملحم، علم المساحة «الأساس لتخطيط معظم المشاريع الهندسية ذات الصلة بسطح الأرض، مثل المباني، والمنشآت، والطرق، وخطوط السكك الحديد، والمطارات، وغيرها»، مضيفاً «أن هذا العلم يهتم بكل ما هو فوق الأرض، وكيفية التعامل معه مساحياً، سواء أكان طبيعياً، أو اصطناعياً». وشهد اللقاء تقديم 6 أوراق عمل، استعرضت إحداها تجربة أمانة الأحساء في تطوير أعمال المساحة، وتوحيد المواصفات الفنية لمحطات الرصد الدائمة، وضرورة ربط المحطات التي تُنشئها الأمانات والبلديات بالمرجع «الجيوديسي» الموحد، وتطوير الأعمال المساحية في أمانة منطقة الرياض، واستخدام محطات الرصد الدائمة، والمرجع المكاني للخرائط، وتطوير الأعمال المساحية في أمانة العاصمة المقدسة، واستخدام محطات الرصد الدائمة، وتجربة أمانة منطقة القصيم في استخدام مرجع الإسناد «الجيوديسي» الموحد. وركزت الأوراق على عنصرين رئيسين للمناقشة واستعراض تجارب الأمانات في الرصد المساحي. وتمثل ذلك في «استخدام محطات الرصد الدائمة، وأهمية توحيد مواصفاتها الفنية، وربط الأعمال المساحية في المرجع «الجيوديسي» الموحد في المملكة».