شن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع هجوماً عنيفاً على الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله، مؤكداً أن «الحياة السياسية في لبنان لا تستقيم إلا بإيقاف آلة القتل»، وقال: «لسنا في وضع يسمح لنا بأن ندخل في السجالات، لكن بسببه نضطر إلى فتح الملفات». وقال في مؤتمر صحافي في معراب رداً على خطاب نصر الله: «وجدت نفسي أمام مجموعة وقائع مزوّرة بل محوّرة، فنحن لم نعد في وضع يسمح لنا بأن «نتبغدد» أو أن ندخل في السجالات، لكن لا بد من وضع الأمور في نصابها الصحيح». وأضاف: «عند سماعي الخطاب، تبادر إلى ذهني عندما وقعت وثيقة التفاهم بين «التيار الوطني الحر» و «حزب الله»، فكرت حينها أن السيد نصرالله قد يأخذ القليل من المضمون السياسي الذي كان عند العماد ميشال عون سابقاً، وقد يأخذ عون القليل من الشكل والممارسة السياسية لنصرالله. لكن أتت النتيجة مقلوبة تماماً، فأخذ السيد الشكل والممارسة من العماد، وأخذ عون المضمون السياسي من نصرالله». وقال: «اجتمعت أجهزة الاستخبارات في دولة الوصاية كلها بين لبنان وسورية وأنتم معهم، محاولين تجميع كل ما قمنا به في الحرب، منذ أن انتهت الحرب يا سيد، هل تستطيع أن تعطيني مثلاً واحداً عن عنصر من «القوات اللبنانية» قام بمخالفة سير بينما يمكنني أن أعطيك أمثلة عن عناصر من الحزب أو من «8 آذار» ومخالفاتهم بعد الحرب؟ قمتم بما في وسعكم لإلغاء «القوات» لأنها لم تقبل بالممارسات التي بدأت في عهد الوصاية والتي انتفض عليها كل الشعب اللبناني عام 2005، تمكنتم من تجميع 5 قضايا تحديداً عن «القوات» قسم منها مفبرك والآخر ملعوب فيه، وذلك لتغطوا حلّ حزب «القوات» واعتقالي. وسأفترض أن هذه القضايا صحيحة، وسأتسلى أنا وأنت يا سيد واستعرض بعض القضايا الموجودة عن «حزب الله». وعدّد التفجيرات التي حصلت منذ الثمانينات على الشكل الآتي «في 18 نيسان (أبريل) 1983، تفجير السفارة الأميركية في بيروت ومقتل 63 شخصاً، 23 تشرين الأول (أكتوبر) 1983 تفجير مقر تابع للمارينز في بيروت ونحو 200 قتيل، تفجير موقع الدراكار الفرنسي في بيروت حصدت 52 فرنسياً، في 2 نيسان 1985 اغتيل العقيد سليمان مظلوم قائد قاعدة رياق الجوية على طريق أبلح- رياق، في 14 حزيران (يونيو) 1985 خطف طائرة «تي دبليو أي» وقتل أحد ركابها، في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 85 اغتيال الملازم أول جورج شمعون في رياق، في 24 شباط 1986 اغتيل سهيل طويلة عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني رئيس تحرير مجلة «الطريق» في المصيطبة، اشتباك في مشغرة وتصفية جورج أبو مراد وكميل بركة وغيرهم، اتهام 4 من «حزب الله» باغتيال الرئيس رفيق الحريري واتّهام آخر من الحزب بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب». وأضاف: «أجد نفسي مضطراً إلى أخذ تصريح للرئيس نبيه بري لمجلة «أمل» في 20 كانون الثاني (يناير) 1989 عندما دعت الحركة إلى إضراب على اثر مجازر إقليم التفاح، قال فيه: «باسمي وباسم «أمل»... هذا الإضراب يعبر عن حقيقة موقف ضد المجازر وأساليب البطش والإرهاب والنازية الجديدة، فكلمة الشعب هي كلمة الحق، وقالها اليوم مستنكراً، ولا ينفع هذه النازية أن تتلطى بتسمية المقاومة الإسلامية لتدعي أنها محاصرة». وتابع: «إذا أرادوا أن نسترجع أمور الحرب نسترجعها فهذا غير الفائض الذي قلته، وبالتالي سأتمنى عليك يا سيد عندما ستقول شيئاً انقله بالكامل. وكلمتك التي قلتها هي التالية «ليصبح الحريص والملتزم قاتلاً ومجرماً بمجرد تهمة سياسية ويصبح الذي تاريخه مليء بالقتل والجرائم والارتكابات في وضح النهار ولا تحتاج إلى أدلة ولا إلى قضاء إنساني شريف أخلاقي». وزاد: «قلنا انتهت الحرب وكنا صادقين، ولكن البعض ولغاية الآن لم تنته الحرب في رؤوسهم، ويريدونها». وأكد أن «لا أحد بيننا ولا بأي لحظة يقلّل من نضال الذين قاوموا من «حزب الله» بالفعل من التسعينات لغاية 2000 ولا يجوز أن يستخدمهم السيد حسن للتسويق أو للابتزاز السياسي ساعة يشاء، فهؤلاء لو علموا بما فعله «حزب الله» منذ عام 2000 لما وافقوا على الموت بهذه الطريقة». وأضاف: «أنا لا أخفي أننا وخلال الحرب اللبنانية في وقت كان السكين على رقبة «القوات» والمسيحيين في لبنان بدأوا يشترون السلاح والذخيرة وآليات عسكرية من إسرائيل لكن هذا شيء والعمالة شيء آخر». وتابع: «عندما استلمت قيادة «القوات» عام 1986 بدأت انفتح على العرب وأولهم كانت منظمة التحرير الفلسطينية وبعدها العراق ثمّ مصر والجزائر وبعدها كرّت الشبكة، ومن كان يقوم بتبادل السلاح بين «القوات» وإسرائيل هم أولئك الذين عينتموهم في ما بعد وزراء ونواب وانتم تعلمون هذه الحقيقة ولكنكم مصرّون على غشّ الناس وخداعها»، مستشهداً بكتاب «ملف المصالح المشتركة والتعاملات السرية بين إيران وسورية والولايات المتحدة» للكاتبة الإيرانية تيتا برزي عام 2008 الذي يفي بالمطلوب». وسأل: «ماذا تقول يا سيد عن التبادل الموثّق للسلاح بين إسرائيل وإيران؟ أكثرية شبكات العمالة لإسرائيل التي أوقفت كانت من كل الأحزاب وأغلبها من حزبك أنت، ولا يوجد أي قواتي بين العملاء الموقوفين. أحد قياديي حلفائك الأساسيين أي «التيار الوطني الحرّ» وهو فايز كرم ضُبط بالعمالة في الوقت القريب وليس بأيام الحرب فما هو موقفك اليوم، خصوصاً أن القضاة الذين حاكموه تثق أنت بهم؟ فهل العمالة تتوقف عند حليفك فقط؟». وأكد أن «العميل الحقيقي هو من يتلقى التدريب والمال من دولة أجنبية في زمن السلم، وليس أولئك الذين اشتروا السلاح في زمن الحرب من دول أخرى». وقال جعجع: «وبالانتقال إلى طائرة أيوب، فيا سيد لا يمكنك أن تبقى تغشّ الناس ونفسك وتحاول غشّنا من خلال معادلة الردع التي تتحدث عنها، وكل كلامك قبل طائرة أيوب كان كلاماً «بلا طعمة» بحسب اعترافك بالقول إن من ليس لديه معلومات ولو يملك الصواريخ فهذا يعني «حكي بلا طعمة»»، لافتاً إلى أن «الشعب وحده سيدفع ثمن طائرة أيوب»، وسائلاً: «ألا يجب أن يحصل الجيش اللبناني على تلك الصور فوق إسرائيل بدل إعطائها لإيران؟ ليقولوا لنا من أين أقلعت طائرة أيوب؟». وتابع: «أنت لا يهمك أن تذهب البلاد إلى كارثة بل تنفيذ ما هو مطلوب منك في سياق اللعبة الإقليمية التي أنت داخل فيها، لذلك لا ينتهي العزاء عندنا إلا عندما ننتهي من الحالة التي أوجدتها، والآن تقول إن إسرائيل تنتظر «14 آذار» لتقول لها إن كان يجب أن تقوم بالحرب؟ فهل أنت مقتنع بهذه النظرية؟ صحيح أننا متضايقون من وجودك على سلامة لبنان ولكن لا يمكنك أن تقول إننا نتمنى ضربة إسرائيلية على لبنان و «حزب الله»، مشيراً إلى أن «اتهام مسيحيي «14 آذار» بالفتنة السنية – الشيعية، اتهام ظالم جداً، إذ إن من يعمل الفتنة هو من وقف إلى جانب النظام السوري لعام 2005 والذي اتّهمه الشعب اللبناني باغتيال الرئيس رفيق الحريري والذي أسقط حكومتي فؤاد السنيورة وسعد الحريري، وكما نقول لكم لماذا قتلتم اللواء وسام الحسن نقول أيضاً لماذا حاولتم اغتيال حرب؟». وإذ أشار إلى «25 محاولة اغتيال»، سأل: «هل أصبحنا نحن الإقصائيين والإلغائيين، ومن طرد السيد علي الأمين من صور أصبح يريد الشراكة الوطنية؟ لدينا 12 شهيداً من قوى «14 آذار» فأصبحنا نحن اليوم إقصائيين؟». وقال: «انتم لا تريدون الدولة لأنكم لا تحترمون اللعبة السياسية وصولاً إلى ضلوعكم بفضائح الكبتاغون والمازوت الأحمر وأخيراً فضيحة الأدوية، فمشروعنا ومشروعكم لا يلتقيان لأن قيام الدولة آخر همكم، لذلك لسنا مقتنعين بأي شراكة حكومية معكم». وتابع: «نحن أحرار في اختيار الحكومة التي نريدها في حال فوزنا بالانتخابات، أما المجلس النيابي فمشاركتنا تكون بتبادل المواقف». وزاد: «وجودنا معكم على طاولة الحوار كرم أخلاق من قاعدتنا، ومن يقول عن نفسه كريم الأخلاق يكون غير ذلك، الشراكة الوطنية على مستوى الحكومة معكم تؤدي إلى خراب لبنان». وأضاف: «بعد استشهاد اللواء الحسن ماذا كنت تنتظر منا يا سيد حسن؟ قمت بحرب كلّفت لبنان البلايين و1000 قتيل لتحرير أسير واحد، فهل ضاق بعينك مقتل أحد أبرز القادة الأمنيين وردة الفعل الشعبية على ذلك؟ وهل نذكرك بما قام به محازبوك يوم تعرّضت للانتقاد تلفزيونياً؟ الآن أصبحوا يحبّون وسام الحسن، وإذا افترضنا أن لعبة الاستخبارات الدولية والإسرائيلية هي من قتلته، فهل حرب وجعجع أيضاً كانوا مرتبطين بهذه الشبكة لتتم محاولة اغتيالهم؟ وهل الذين استشُهدوا سابقاً أيضاً هم ضمن لعبة الاستخبارات الدولية؟». وتوجّه إلى نصر الله مجدداً: «أنا قبضاي بالفعل ولكن لن أقبل بالقانون الذي أقرته حكومتك وأنا أدعوك اليوم إلى أن تسير معنا في قانون ال 50 دائرة لأنه يؤمن صحة التمثيل كما كنت أعلنت في وقت سابق يا قبضاي». وقال: «لا تتهم غيرك بأشياء أنت تتوهمها وطريقتنا في المقاومة أن تصبح الدولة هي المقاومة ونحن أول من مارسها عندما قاومنا النظام الذي يفعل ما يفعله بشعبه، فتخيّل ما كان يفعله بشعبنا، وإذا كنا لم نخضع لك وللنظام السوري فكيف سنخضع للإسرائيلي كما كنت اتهمتنا؟ آلة القتل يجب أن تتوقف وأنت يا سيد حسن تمتلك أحد أكبر أجهزة الأمن في لبنان، فلماذا لم يتم حتى الآن كشف من قتل شهداءنا؟ وبالتالي أول خطوة يجب أن نقوم بها التوقف عن قتل القسم الآخر من اللبنانيين».