حصدت مواجهات قبلية في إقليمجنوب السودان 161 قتيلاً معظمهم من النساء والأطفال في ولاية جونقلي، إثر قتال بين ميليشيات تابعة لقبائل، كما تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومتمردي «حركة العدل والمساواة» قرب حقول النفط في ولاية جنوب كردفان، ما أدى إلى تعليق زيارة وفد ديبلوماسي إلى المنطقة.وقال حاكم ولاية جونقلي بالوكالة حسين مار نيوت، إن مسلحين من قبيلة المورلي هاجموا ليل الأحد - الاثنين منطقة مارينق للانتقام من قبيلة النوير التي تحوم شكوك حول سرقة أفراد منها أبقار في وقت سابق. وأشار إلى أن الاشتباكات التي وقعت إثر الهجوم أدت إلى سقوط مئة قتيل من النساء والأطفال و50 رجلاً و11 جندياً من «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الذي يسيطر على الإقليم، مضيفاً أن مئات المواطنين فروا من المنطقة، وما زال حصر الخسائر جارياً. وأدت المواجهات بين القبيلتين إلى مقتل أكثر من 700 شخص في جنوب السودان منذ مطلع العام. وفي ولاية جنوب كردفان، تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومتمردي «العدل والمساواة» قرب حقول النفط، ما أدى إلى وقوع قتلى من الطرفين وسط تضارب في المعلومات. وقال محافظ منطقة المجلد بالوكالة أحمد عمر فرحنا إن «القوات الحكومية تصدت لقوة من متمردي العدل والمساواة تسللت إلى منطقة سموعة قرب المجلد، وكبدتها خسائر فادحة، وأصيب خمسة من أفراد الجيش بجروح طفيفة حالهم مستقرة». وأضاف أن «الأجهزة الأمنية قررت إرجاء زيارة وفد ديبلوماسي من سفارات الولاياتالمتحدة والنروج وهولندا وإيطاليا وكينيا وإثيوبيا وممثلي الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية المقيمين بترتيب من بعثة الأممالمتحدة في السودان، للوقوف ميدانياً على تداعيات قرار محكمة التحكيم الدولية في شأن النزاع على منطقة ابيي». وروى مسؤول حكومي أن قوة من «العدل والمساواة» على متن سيارات مزودة مدافع وأسلحة خفيفة «حاولت التسلل إلى المناطق الحدودية في غرب ولاية جنوب كردفان المتاخمة لدارفور بقصد إحداث فرقعة إعلامية تتزامن مع الزخم الديبلوماسي الذي تحظى به منطقة قبيلة المسيرية العربية التي احتجت على قرار التحكيم الدولي على ابيي الذي منح قبيلة دينكا نقوك الأفريقية أراضي واسعة، مما يضيق على تحركاتهم للرعي جنوباً». وأضاف أن «القوات الحكومية أحكمت طوقاً على قوة المتمردين المتسللة من جبهات عدة، وقطعت أمامها طريق العودة إلى أراضي دارفور». وأكدت مصادر رسمية ل «الحياة» أن «قوة المتمردين عبرت من منطقة حسكنيتة في دارفور، وكان الجيش يرصدها وقصفها الجمعة بطائرات، لكنها كانت تتوقف نهاراً وتتحرك ليلاً حتى تفلت من الرقابة، وكانت تريد تزويد قوة محلية بأسلحة في جنوب كردفان، بعدما انسلخ عناصر من أبناء كردفان من العدل والمساواة وأسسوا مجموعة عسكرية مستقلة». وأشارت المصادر إلى أن «زعيم الحركة خليل إبراهيم يريد استغلال غضب قبيلة المسيرية إزاء قرار التحكيم في شأن ابيي لاستقطاب مقاتلين من القبيلة وبناء قوة كبيرة لتحسين موقفه التفاوضي خلال جولة محادثات السلام المقررة في الدوحة قبل نهاية الشهر الجاري». وفي المقابل، قالت «حركة العدل والمساواة» إن قوة متحركة «كانت تتفقد مناطق عسكرية للحركة في جنوب كردفان تجاوزت مكمناً من الجيش قرب مدية بابنوسة، ما أوقع ضحايا من الطرفين». وأكدت أنها «دمرت سيارات عسكرية حكومية». إلى ذلك، قالت الخرطوم إنها حققت اختراقاً في تحركاتها الديبلوماسية مع عدد من الدول الأوروبية، ولمست «تقدماً في الفهم البريطاني للقضايا العالقة في السودان قابله تحفظ في المواقف الفرنسية»، موضحة أن باريس «ما زالت متمترسة في مواقفها السابقة». وقال مستشار الرئيس مصطفى عثمان إسماعيل للصحافيين عقب لقائه الرئيس عمر البشير، إنه أطلعه على نتائج جولته إلى بريطانيا وألمانيا، موضحاً إنه لمس «تقدماً في فهم بريطانيا للأوضاع في البلاد» من خلال محادثاته مع المسؤولين هناك. وأعرب عن أمله في «تحسين العلاقات مع الدول الأوروبية كافة من أجل تجاوز أكبر قدر من الملفات». وأشار إلى تلقيه «وعوداً من ألمانيا لإنجاز مشاريع تنموية شرق البلاد لتطبيق اتفاق الشرق للسلام»، مشيراً إلى أن «الحوار مع فرنسا لن ينقطع على رغم مواقفها المتأخرة تجاه السودان»، لكن الخرطوم «ستسعى إلى إقناعها بأن المطلوب هو الحوار الإيجابي للعب دور فاعل في قضايا السودان».