اكتشف علماء فلك أوروبيون وكنديون كوكباً جوالاً، لا يدور حول أي نجمة، ويطفو بحرية في الفضاء، كما تمكنوا من تحديد عمره وكتلته وحرارته. وقال اتيان ارتيغو، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة مونتريال: «هذا النوع من الكواكب الشابة معروف لدينا، لكن لم يسبق أن رصدناه، وهو الكتلة الأقرب الى نظامنا الشمسي، وما زلنا في طور اكتشافه»، علماً أن هذا الكوكب يبعد حوالى مئة سنة ضوئية عن الشمس. ويبدو أن الكوكب الجوال هذا، جزء من مجموعة شابة من النجوم، معروفة باسم «ايه بي دورادوس»، وهي النجوم الأقرب الى النظام الشمسي، وتتنقل نجومها بالتزامن في الفضاء ويعتقد انها تشكلت في المرحلة ذاتها. والكوكب اليتيم يتراوح عمره بين 50 و120 مليون سنة فقط، والحرارة على سطحه تقارب 400 درجة مئوية، وكتلته تعادل بين 4 و7 مرات كتلة كوكب المشتري، وهي أقل بكثير من كتلة «القزمات السمراوات» وهي «نجمات مخفقة» لا تتمتع بكتلة كافية للتسبب بتفاعلات نووية تجعل النجوم براقة. وقال ارتيغو إن «هذه الأجرام ليست بالضرورة نادرة، إلا أننا لا نرى سوى تلك القريبة منا... الأمر بمثابة التفتيش عن إبرة في آلاف حزم القش». وسمح غياب نجمة بالقرب من هذا الكوكب لفريق العلماء بدرس غلافه الجوي بدقة. وقال الباحث فيليب دولورم إن «محاولة رؤية الكواكب حول نجمتها تشابه دراسة حشرة مضيئة على بعد سنتمتر واحد من مصباح سيارة قوي، وهذا الجرم الجوال، القريب نسبياً من الأرض يمكننا من دراسة «الحشرة المضيئة» في شكل مفصل من دون مصباح السيارة الذي يعمي النظر». وسيستفيد من هذه المعلومات ايضاً علماء الفلك لكي يتعمقوا في فهم الكواكب الخارجة عن النظام الشمسي.