واشنطن - أ ف ب - يقع كوكبان من خارج النظام الشمسي أحدهما صخري مثل الأرض والثاني غازي مثل نبتون، على مسافة قريبة جداً أحدهما من الآخر، ما يثير حيرة علماء الفلك الذين لم يسبق لهم أن رصدوا ظاهرة كهذه. ونظام الكواكب يضم هذين الكوكبين اللذين يدوران حول نجمة شبيهة جداً على الأرجح بشمسنا، إلا أنها أقدم منها بمليارات السنوات. وهما يدوران حول النجمة على مسافة 100 سنة ضوئية من الأرض، واكتشفهما التلسكوب الفضائي «كيبلر» التابع للوكالة الأميركية للطيران والفضاء (الناسا) الذي أطلق عام 2009 لرصد كواكب شبيهة بالأرض تدور حول نجوم شبيهة بالشمس في نظامنا. الكوكبان أقرب بكثير إلى النجمة مما هي الأرض من الشمس، كما جاء في دراسات أجراها باحثون ونشرت في الولاياتالمتحدة في النسخة الإلكترونية لمجلة «ساينس». ويبلغ حجم الكوكب الصخري الذي سمي «كيبلر-36 بي» وهو الأقرب من النجمة، 1,5 حجم الأرض، لكن كتلته تزيد 4,5 مرات عن كتلتها. ويكمل دورته في نحو أسبوعين على مسافة متوسطة تقل عن 18 مليون كيلومتر من نجمته. والمسافة المتوسطة بين الأرض والشمس هي 150 مليون كيلومتر. أما الكوكب الأكبر بين الاثنين وهما من خارج النظام الشمسي، وقد سمي «كيبلر- 36 سي» فهو أكبر بأربع مرات من حجم الأرض ومعروف أيضاً ب «نبتون الساخن» لأن الغلاف الجوي فيه مصنوع خصوصاً من الهيدروجين والهيليوم ويتمتع على الأرجح بنواة صخرية. ويقوم «كيبلر-36 سي» بدورة كاملة كل 16 يوماً على مسافة 19 مليون كيلومتر من نجمه. وبما أن «كيبلر-36سي» هو أكبر من قمرنا بكثير، فيتوقع أن يشكل منظراً رائعاً في السماء إذا ما نظر إليه من «كيبلر-36بي». ويكون الكوكبان على أقرب مسافة من بعضهما البعض كل 97 يوماً، بشكل وسطي. وتفصل بينهما عندها، مسافة تقل خمس مرات عن المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر أي نحو 1,9 مليون كيلومتر. واكتشف علماء الفلك هذين الكوكبين من خلال تحليل بيانات جمعها التلسكوب «كيبلر» القادر على رصد كواكب خارجة عن النظام الشمسي عندما تمر أمام نجمتها ويخف وهجها لفترة وجيزة. والقرب بين هذين الكوكبين يؤدي إلى قوة جاذبية كبيرة تؤدي إلى ضغطهما وتمددها، كما يقول علماء الفلك الذين يسعون إلى معرفة كيفية وجود هذين الكوكبين المختلفين كثيراً، في مدارين قريبين إلى هذا الحد. ففي نظامنا الشمسي الكواكب الصخرية مثل الأرض والمريخ وعطارد قريبة من الشمس، بينما الكواكب الغازية مثل المشتري وزحل ونبتون تدور على مسافة أبعد منها. ومع أن النظام النجمي «كيبلر-36» هو الأول الذي يظهر هذا التقارب بين كوكب صخري وآخر غازي، يرجح أن تكون هذه الظاهرة منتشرة في مجرتنا، درب التبانة.