ربما كانت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أنشط الوزراء العرب جميعاً، او ربما كان هناك وزير انشط منها، إلا انني لا اعرفه، ورأيت الملك حمد بن عيسى يفتتح المسرح الوطني، وهو الى جانب المتحف الوطني امام البحر في المنامة، إلا ان هذا كان قبل يومين، ولا بد من ان الوزيرة النشيطة انتقلت الى مشروع جديد في اليوم التالي. الملك بدا سعيداً بجولته داخل المسرح وباحته الخارجية، وهو ابدى امله بأن يعزز هذا الانجاز الجميل الحركة الثقافية والمسرحية في البحرين. ورأت الشيخة مي ان المسرح معلم ثقافي يوفر فرصة للمبدعين المسرحيين والمثقفين وغيرهم لتقديم انتاجهم. المسرح الوطني مستوحى من «الف ليلة وليلة» ويضم 1001 مقعد، ومساحة الموقع حوالى 12 ألف متر مربع وكان العمل في المسرح بدأ في صيف 2010 بالتعاون بين وزارتي الثقافة والأشغال البحرينيتين ومع استعانة بخبرات اجنبية. الملك تجوّل في المسرح يرافقه رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان والأمير الوليد بن طلال. وقال لي الزميل جمال خاشقجي ان محطة التلفزيون الجديدة التي اختار الأمير الوليد البحرين مقراً لها ستبدأ العمل خلال اشهر قليلة. سرّني ان ارى في حفلة الافتتاح من المسؤولين البحرينيين نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك ووزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد، وأيضاً الصديقين محمد المطوع ونبيل الحمر من الوزراء السابقين. ومن الضيوف وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة ووزير الثقافة القطري الأخ حمد الكواري. البحرين عاصمة الثقافة العربية لعام 2012، ووزراء الثقافة العرب عقدوا اجتماعاً في اليوم التالي لا بد انه انتهى من دون خلاف او «فيتو» من بلد على آخر، فالثقافة تجمع العرب والسياسة تفرّقهم. ومشكلتنا ان عندنا من السياسة أضعاف ما عندنا من الثقافة. البحرين بدأت تخرج من الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد منذ شتاء السنة الماضية، ولعل اصحاب الولاء الآخر يعرفون انهم خسروا ويرفضون الاعتراف بالخسارة، فلم يبق لهم سوى محاولات تخريب يائسة يدفع ثمنها الابرياء او المضلل بهم لأن المحرضين في بيوتهم، وسأعود اليهم غداً، إلا انني افضل اليوم ان اتحدث عن الوجه الجميل للبحرين، او ذلك البلد المضياف الذي عرفته مراهقاً وشاباً و «شيبة». البحرين من دون موارد طبيعية تذكر، ودخلها النفطي هو الاقل بين دول مجلس التعاون كافة، غير ان قيادة البلد «اخترعت» مركزاً مصرفياً للعرب والدول الاجنبية، وتزامنت زيارتي الاخيرة للبحرين، وكانت مجرد 48 ساعة، مع صدور نتائج أداء بنوك اتخذ كل منها البحرين مقراً له، وكانت النتائج المنشورة في الصحف المحلية في اليومين الماضيين تتحدث عن ارباح. وسرّني ان اجد ان خبراً عن ارتفاع ارباح مجموعة البركة المصرفية ضم صورة باسمة للصديق الأخ صالح كامل، وصحته طيبة. هناك حركة أشغال عامة واسعة النطاق في العاصمة المنامة، وحتى المحرق، وفي انحاء اخرى من البلاد، تشمل بناء طرق وجسور وتوسيع مرافق عامة او تطويرها. وهناك عمل في عدد كبير من المباني الجديدةالعالية. ثم ان تدفق الزوار الاجانب، من رسميين وغيرهم، لا يكاد ينقطع، وتابعت في يومين نشاط وفد رسمي فرنسي وآخر ياباني. أرجو ان ترشح فوائد نمو الاقتصاد الى جميع المواطنين، وحتى القاعدة الشعبية الفقيرة. وقد قلت دائماً ان للمعارضة مطالب محقة، وأقوله اليوم وسأعيد قوله غداً في مقال سياسي. ما اريد هو ان تتصرّف قيادة الوفاق كاسمها بدل ان يصبح الاسم من نوع الجمهوريات السوفياتية التي حمل كل منها لقب «الديموقراطية» لأنه غير ديموقراطي. عندما زرت البحرين اول مرة وأنا أودّع المراهقة كان موج البحر يصل الى بوابة البحرين، غير ان الردم التالي استرد كيلومترات من الاراضي البحرية، فيها اليوم ما يشبه عاصمة ثانية فخمة مضيافة ارجو ان يستفيد منها المواطنون كلهم. وأكمل غداً. [email protected]