أكّد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ضرورة وجود إرادة دولية جادة، تضع حداً سريعاً للمأساة الإنسانية المتفاقمة في سورية، وتمهد الطريق لإزالة طغيان النظام الجائر، والبدء في عملية انتقال السلطة بالاستناد إلى قرار دولي واضح وصريح من مجلس الأمن، وأعرب وزير الخارجية في كلمته أمام الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الثاني الذي عُقِد أمس (الثلثاء) في العاصمة المصرية القاهرة، عن تطلعه إلى جهود أوروبية أكثر في اتجاه توحيد الإرادة الدولية لمعالجة الأزمة السورية، وتوفير سبل الدعم اللازم على الصعد السياسية والأمنية والإنسانية، في إطار موقف مشترك لمساندة الشعب السوري، وتحقيق طموحاته المشروعة. وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال: «إن المملكة ما زالت عند موقفها المؤازر للجهود الرامية، لحل هذه الأزمة بالطرق الديبلوماسية، ومواجهة هذا التحدي الإيراني الذي يشكل تهديداً واضحاً، ليس على أمن واستقرار الخليج فحسب، بل وعلى الأمن الدولي أيضاً». وفي ما يأتي نص كلمة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بحسب وكالة الأنباء السعودية: بداية أتوجه بالشكر والامتنان إلى كل من أسهم في الإعداد والترتيب لهذا الاجتماع الأوروبي العربي المشترك الثاني، وإن حرص الطرفين على عقد هذا الاجتماع يعكس قناعتنا بأهمية الحوار العربي الأوروبي وجدوى البناء على ما أرسيناه في مالطا، والانطلاق نحو آفاق أرحب في التعاون والتنسيق في ما بيننا إزاء القضايا والمسائل ذات الاهتمام المشترك. وحيث إن القضايا كافة تم استعراضها في البيان المشترك، فسأكتفي بتناول كل من الأزمة السورية وأزمة الملف النووي الإيراني باعتبارهما القضيتين الأكثر إلحاحاً في الوقت الراهن.. معبراً في الوقت ذاته عن الأمل بأن تحظى القضايا المطروحة كافة بالدعم المطلوب، وخصوصاً القضية الفلسطينية بدعم مشروع القرار، الذي سيتم التصويت عليه في الأممالمتحدة في ال29 من تشرين ثاني (نوفمبر) الجاري. الأزمة السورية لقد مضى على الأزمة السورية المريرة أكثر من عام ونصف العام، شهدت العديد من المبادرات العربية والدولية واللقاءات والاجتماعات على اختلاف أنواعها وتخصصاتها، إلا أن أياً من هذه الجهود لم تستطع تحقيق أهدافها في الإيقاف الفوري للحرب الشعواء، التي يمارسها النظام ضد شعبه، أو إنهاء طوفان مئات الألوف من اللاجئين والنازحين، وذلك في ظل غياب إرادة دولية جادة تضع حداً سريعاً لهذه المأساة الإنسانية المتفاقمة، وتمهد الطريق لإزالة طغيان النظام الجائر في سورية، والبدء في عملية انتقال السلطة بالاستناد إلى قرار دولي واضح وصريح من مجلس الأمن. إننا نتطلع إلى جهود أوروبية أكثر في اتجاه توحيد الإرادة الدولية، لمعالجة هذه المشكلة وتوفير سبل الدعم اللازم على الصعد السياسية والأمنية والإنسانية، في إطار موقفنا المشترك لمساندة الشعب السوري وتحقيق طموحاته المشروعة. ولقد رحّبت حكومة المملكة من جانبها بتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الثورية الذي تم في الدوحة، ونأمل أن تنضوي تحت لوائه جميع أطياف المعارضة في الداخل والخارج باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. الملف النووي الإيراني وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني الذي شكّل ويشكّل هاجساً مشتركاً في ما بيننا، فإن المملكة العربية السعودية ما زالت عند موقفها المؤازر للجهود (5+1) الرامية لحل هذه الأزمة بالطرق الديبلوماسية، ومواجهة هذا التحدي الإيراني الذي يشكّل تهديداً واضحاً ليس فقط على أمن واستقرار الخليج، بل وعلى الأمن الدولي عموماً، بما في ذلك تأثيراته السلبية في مسألة الانتشار النووي. إننا ما زلنا عند اعتقادنا الراسخ بأهمية إعلان منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، والأسلحة النووية بكل أشكالها وأنواعها.