علمت «الحياة» أن وفداً أميركياً يضم مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية باث جونز والسفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد ومسؤول الاغاثة في الخارج وليام تايلور اجتمعوا مع قيادات في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، حيث بحث الجانبان آفاق التعاون. وعلم أن اجتماعاً آخر سيعقد في لندن يوم الجمعة المقبل في شأن دعم المعارضة من خلال مشاريع محددة. كما سيعقد في طوكيو اجتماع رفيع لبحث فرض المزيد من العقوبات على النظام السوري. وفي شأن أبعاد لقاء المسؤولين الأميركين وقيادت المعارضة السورية، قال عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» وعضو «الائتلاف الوطني» أحمد رمضان في حديث الى «الحياة» إن «هناك رغبة أميركية لتقديم مساعدات إغاثية انسانية بشكل كبير»، غير انه في الوقت ذاته تحدث عن عدم رضاء «الائتلاف الوطني» عن رد الفعل الدولي بعد إعلان تأسيسه، مشيراً إلى ان «الترحيب مسألة غير كافية، وما صدر عن الجامعة العربية نعتبره مؤشراً سلبياً». وسألته» الحياة» عن أفاق الموقف الأميركي في ضوء لقاء المسؤوليين الاميركيين مع قيادات المعارضة السورية، فقال رمضان: «فورد قال: سننتظر الأفعال (أفعال الائتلاف) ونرى ماذا يحدث ونرفع الى الادارة الاميركية لاتخاذ القرار». وتابع رمضان: «الترحيب (الأميركي بانشاء الائتلاف) مسألة غير كافية». ولفت الى أن النظام ينفق شهرياً 1.2 بليون دولار بحسب تأكيدات رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب. وتابع موضحا: «المجلس الوطني تلقى 40 مليون دولار في سنة كاملة، في وقت تشير تقديراتنا الى أن أعمال الاغاثة تكلف 140 مليون دولار شهرياً، هذا غير احتياجات من يواجهون النظام بالسلاح، إذ يوجد لدينا 100 ألف مسلح في الداخل». وتابع: «قرار الجامعة العربية في شأن الاعتراف بالائتلاف الوطني لا نعتبره كافياً. هو ناقص لأنه أولا اعتبر الائتلاف يعبر عن تطلعات الشعب السوري، أي أنه أضعف من الاعتراف الذي منح (في وقت سابق) للمجلس الوطني. حيث منح المجلس صفة الممثل الشرعي». وأضاف رمضان: «المسألة الأخطر (في قرار وزراء الخارجية العرب) أنه ربط القرار بدعم مبادرة الموفد الدولي العربي الأخضر الابراهيمي، علماً أن المجلس الوطني كان اعترض على طبيعة المهمة لأنها تعطي النظام مهلة جديدة، وثانياً لأنها تتحدث عن حوار مع النظام من دون ضمانات برحيل بشار الأسد». ولفت المعارض السوري إلى أنهم (في الجامعة العربية) تحدثوا عن انتقال السلطة من دون الاشارة الى رحيل الرئيس السوري «وهذا شرط أساس في تكوين الائتلاف الوطني. ولن نوافق على تمرير عملية سياسية بوجود بشار». وأكد أن «ما صدر عن الجامعة العربية نعتبره مؤشراً سلبياً. كما ان تباطؤ المجتمع الدولي في شأن الإعتراف بالائتلاف يعتبر أيضاً مؤشراً سلبياً. وسيولد ذلك حالة غضب واستياء لدى السوريين ليس تجاه المعارضة بل تجاه المجتمع الدولي... هناك شعور أن بعض الاوراق استخدمت ضد الائتلاف الوطني مثل عدم ضم بعض مكونات المعارضة الى الائتلاف»، وذلك لتبرير عدم الاعتراف الفوري به. وحول الاجتماعات لدعم المعارضة قال رمضان: «لندن ستشهد الجمعة المقبلة اجتماعاً تحضره مجموعة من أصدقاء سورية، في صدارتهم دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة وكندا ودول أوروبية... هناك رغبة لاعتماد مشاريع». وأضاف: «سيشارك في اجتماع لندن وفد من الائتلاف الوطني برئاسة رئيسه أحمد معاذ الخطيب، ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا ووفد فني» من دمشق. وأوضح رمضان أن «ستة مشاريع سيقدمها الائتلاف بالاستفادة من امكانات وخبرة المجلس الوطني وستعرض على المانحين في لندن وتشمل مشروعاً عن المخيمات والاحتياجات الطبية من مستشفيات ومساعدات للجرحى وتركيب اطراف صناعية، ومشروع للمساعدات الاغاثية والانسانية العاجلة للنازحين في الداخل أكثر من 3 ملايين)، ومشروع الادارة المدنية والشرطة، ومشروع خاص بالتدريب والتأهيل، ومشروع تعليمي». وأضاف أن طوكيو ستشهد في غضون اسبوعين اجتماعا تشارك فيه دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والاتحاد الاوروربي ودول عدة بينها اليابان «لتعزيز العقوبات على النظام السوري، تشمل شخصيات أمنية وعسكرية في أجهزة الأمن والمحافظات». إلى ذلك، علمت «الحياة» أن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لم يوافق على نقل مقره أو فتح مكتب له في اسطنبول، وأن «المقر سيكون في القاهرة وسيفتح قريباً» وعلم «أن بعض الاعضاء الذين لهم موقف خاص من تركيا رفضوا فتح مكتب هنا».