أوضح الأديب عبدالله مناع أن سكرتير مجلة «الرائد» قال له، في تلك الفترة، إن القراء «يطلقون عليك إحسان عبدالقدوس»، مشيرا إلى أن إحسان «روائي عظيم ولكنه لم يأخذ حظه حقيقة كنجيب محفوظ، وكما أن المعايير بينهما مختلفة فنجيب كان يحمل «بطيختين» وإحسان كان يحمل «بطيخة واحدة» ويعبّر عنها في روايته «شيءٌ في صدره» وهو ذو خط قوميٍّ، ونجيب محفوظ لم يكن كذلك، لأنه من الخط الوفدي الذي يناسب جائزة نوبل للسلام». وحول ما الذي ستتضمنه الأعمال الكاملة التي ستصدر قريبا من كتب، أشار إلى كتاب «ملف أحوال» وكتاب «لمسات» وهو عبارة عن قصص وخواطر أدبية، «أصدرته قبل الرواية أو متزامناً معها، وكان لديّ وقت كافٍ للكتابة في تلك الفترة في فترة الصيف، وأنا أعشق الكلمة أقرأها وأسمعها وأكتبها. وعلى كل الأحوال فكتاب «ملف أحوال» هو كتاب مهم، وكان يعبّر عن مرحلة من حياتي وأنا تائه بين المذاهب السياسية (الماركسية والشيوعية والرأسمالية وغيرها)، وأنا أقع في الدائرة الاشتراكية والماركسية والوجودية، ولست من الرأسماليين ولا أحبهم وحتى لا أقرأ كتبهم. وطبعاً كتاب «ملف أحوال» كتبته ونشرته وأنا في السعودية ساعتذاك، كانت هناك بعض الضوابط من الأجيال التي سبقتنا، ولكنه يبقى كتاباً مهماً بما يحمله من فكر، ويمثله فصل «الحياة مرة واحدة»، وهو يعكس كلام الإسلاميين، ويتحدث عن الحياة الواحدة وأنها فرصة واحدة تعيشها فافعل بها ما تشاء فإن انتهت «باي باي»، وهناك أيضاً فصل آخر وهو «الحياة على الشاشة» وهذان الفصلان وجوديان». وقال مناع إن أحد الإخوة لفت نظره إلى كتاب «الطرف الآخر»، وهو «كنص جميل جداً وباهر عندما قرأته أخيراً. وهناك أيضاً كتاب «إمبراطور النغم»، وهو كتاب قراءة في حياة الموسيقار محمد عبدالوهاب لأنه جعل الموسيقى أدباً. ولقد أعطيتهم الأعمال الكاملة ولكن بقي هناك عمل عطّل إصدارها، لأنني أكتب الآن حلقات «شموسٌ لا تغيب، نجومٌ لا تنطفئ»، وبلغ ثماني حلقات حتى الآن عن أولئك العباقرة في القرن ال20 مثل (نزار قباني، سارتر، الأخطل الصغير، البردوني، حمزة شحاتة، محمد حسن عواد، حمد الجاسر، عزيز ضياء، زيدان، أحمد السباعي، كامل الشناوي، أبوالقاسم الشابي، وتوفيق الحكيم فقط وليس غيرهم) والبقية لا يستحقون على مستوى فكرهم كنجيب محفوظ، ولن نرفع أحداً إلى مستوى شمس لا تغيب ونجم لا ينطفئ، وإنما تنطبق هذه الجملة مع بعض التعاطف على من ذكرتهم مسبقاً، إذ كانت لديهم جرأة وطموحات، وكانوا أفضل من الآخرين، وأداؤهم في مجمله أعظم، ولا أنسَى ديستوفيسكي وطاغور وإقبال وغيرهم من نجوم القرن ال20، حتى أولئك الكتاب الذين كتبوا قبل القرن ال20، ولكن كتبهم قُرئت في القرن ال20، ولذلك سأدرجه بين الأعمال الكاملة وهذا سيعطلها قليلاً».