اعتبر الرئيس الجديد ل «المجلس الوطني السوري» جورج صبرا في حديث الى «الحياة» بعد اختياره أن هذا الانتخاب صفعة لكل من يقول إن في سورية طائفية، وقال إن السوريين أكدوا «أن الثورة لكل السوريين»، وطالب المجتمع الدولي بالسلاح «للدفاع عن أنفسنا وأطفالنا». وأكد صبرا ان الثورة ستنتصر داعياً روسيا والصين وايران الى «تصحيح مواقفها تجاه الشعب السوري»، كما وصف مواقف دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصاً السعودية وقطر بأنها «أخوية انسانية حميمة»، ونوه بموقف الرئيس المصري محمد مرسي ودعا مصر الى «استعادة دورها الريادي». وعلق صبرا على الدعوات الى توحيد المعارضة وموقفه من مبادرة رياض سيف فقال: «نحن ندرس بجدية كل المبادرات لأن وحدة المعارضة هي حاجة سورية قبل أن تكون أي شيء آخر، لكن على ضوء تجاربنا في المجلس الوطني نريد أن تنطلق خطوة توحيد المعارضة على أرض صلبة لتكون متماسكة، واي تسرع ربما يؤدي الى نتائج سلبية». وشهدت الدوحة مساء أمس محادثات مكثفة ولقاءات جانبية للتنسيق بين اطياف سورية معارضة مشاركة في لقاء «معاً من أجل سورية»، وعقد المشاركون جلستين استغرقتا ساعات بمشاركة القيادة الجديدة ل «المجلس الوطني» برئاسة جورج صبرا وقوى معارضة اخرى بينها شخصيات وطنية، وألقى بعض أصدقاء سورية بثقلهم ل «تسهيل» التفاوض بين المشاركين، وشارك في المداولات وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية ووزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد، وشوهدت السفيرة الاميركية في الدوحة سوزان زيادة. وعلمت «الحياة» أن مبادرة رياض سيف كانت محور نقاش «صريح»، وطرح «المجلس الوطني» «رؤيته»، وقالت المصادر ل «الحياة» إن الوزير القطري أكد دعم بلاده لاستمرار «المجلس الوطني» وأن «هيئة المبادرة الوطنية» ليست بديلاً عنه، وأن الوزير الامارتي أكد ايضاً دعم المجلس الوطني، وحض الوزيران القطري والامارتي المعارضة السورية على توحيد جهودها. وقال مصدر شارك في اللقاء التشاوري ل «الحياة» إن «هناك اتفاقاً على نقاط اساسية نوقشت في اللقاء، اهمها موضوع «اسقاط النظام ودعم الجيش الحر» لكنه لفت الى «توجه لتشكيل ائتلاف» بين القوى المعارضة بدلاً من «هيئة المبادرة الوطنية» (مبادرة رياض سيف)، كي تبقى «الاجسام الساسية كما هي، وأن يكون المجلس الوطني الجسم صاحب الثقل في الائتلاف». وقال عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني» أحمد رمضان ل «الحياة»: عرضنا رؤيتنا بأن يبقى المجلس الوطني مستمراً بآلياته، وأيضاً يمكن ل «هيئة المبادرة» أن تنشئ كياناً، كما يمكن تشكيل لجنة متابعة، وأكد أن هذا الموضوع كان قيد النقاش في اللقاء التشاوري امس في جلسته الأولى التي تلتها جلسة ثانية بدأت في الثامنة مساء. وقال رمضان إن المجلس الوطني طرح «رؤيته»، وجرى «نقاش حول آليات اي حل وسط». وكانت الامانة العامة للمجلس الوطني فوضت المكتب التنفيذي بتشكيل لجنة من المجلس الوطني وهيئة المبادرة للبحث في متطلبات ادارة المرحلة الانتقالية»، وشدد رمضان على «ان هذا القرار لا يعني الموافقة على المبادرة، لكن ربما تكون هناك وثيقة للتعاون الوطني المشترك بين القوى السورية المختلفة لادارة المرحلة الانتقالية تشمل الجوانب السياسية والقضائية والعسكرية، خلال فترة تشكيل حكومة انتقالية في المناطق المحررة». وفيما علم أن هيئة المبادرة الوطنية دعت «المجلس الوطني» الى المشاركة في الهيئة، قال رمضان إن المجلس لن يشارك في الهيئة الا بعد العودة الى مؤسساته المنتخبة. وتلقت «الحياة» بياناً باسم «القوى الوطنية السورية» يدعو الى «رفض مخططات اجتماع الدوحة»، وتحدث البيان عما سماه «اقصاء ابناء الثورة الصادقين» و «الشكوك حول طبيعة الاجندة التي تم تحضيرها»، وأنه «لا يستطيع بعد الثورة ان يفرض احد على شعبنا ما لا يريده»، وأشار الى «قيادات تريد فرض نفسها»، وأعلن «التحالف الوطني السوري» أن «المحادثات بين المدنيين والعسكريين داخل الوطن بدأت لقيام مجلس وطني حقيقي في الداخل، ليعبر عن رغبتكم (الشعب) لانهاء هذه المعاناة الطويلة». ووقع البيان 12 تجمعاً، بينها «الجيش الوطني الحر» الذي وقع عنه العقيد رياض الأسعد، وسعد العقيدي عن الكتائب الميدانية – المقاومة في سورية، وبهية مارديني والشيخ ابراهيم الزعبي (حزب احرار الشام)، وعمار القربي (تيار التغيير الوطني). وندد بالبيان ب «الجرائم التي تفوق الوصف في سورية» ودان «النهج الخاطئ لأطياف سياسية معروفة حاولت ان تعطي لهيكلها السابق شرعية»، و «قيادات تريد فرض نفسها». وعلى الصعيد الميداني ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام احرزت تقدماً خلال الايام الماضية على الطريق السريعة المؤدية الى مدينة معرة النعمان واستعادت عدداً من القرى الواقعة الى شرق هذه الطريق، الا انها لا تزال خارج معرة النعمان التي تعتبر ممراً اجبارياً لامدادات النظام الى مدينة حلب حيث تدور معارك دامية منذ نحو اربعة اشهر. واستولى المقاتلون المعارضون على معرة النعمان في التاسع من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي بعد معارك دامية، ثم تمكنوا من السيطرة على قرى مجاورة، وحاصروا لأسابيع معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان. ثم اضطروا بسبب تقدم القوات النظامية الى فك الطوق عنه. وتمكن المقاتلون في هذا المعسكر من الحصول خلال الايام الماضية على «ذخائر وامدادات غذائية» من منطقة تدمر عبر طريق صحراوية الى الشرق من منطقة معرة النعمان. من جهة اخرى ذكر المرصد السوري إن 20 على الأقل من قوات امن النظام قتلوا إثر اقتحام سيارتين ملغومتين لمعسكر في بلدة درعا الجنوبية فيما يبدو أنه هجوم انتحاري مزدوج. وقال المرصد أن السيارة الأولى اقتحمت المعسكر وانفجرت. ونجمت الاصابات نتيجة لانفجار السيارة الثانية التي تلتها. الى ذلك ذكرت وكالة «سانا» الرسمية ان الجيش السوري دمر زورقاً ينقل مقاتلين في نهر الفرات، ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول ان «وحدة من قواتنا المسلحة قضت على عدد من الارهابيين ودمرت زورقاً بمن فيه من الارهابيين والذخيرة والاسلحة في نهر الفرات»، وأشارت الى ان هذه الاسلحة والذخائر كان يستخدمها المقاتلون في منطقة دير الزور شمال شرقي البلاد. ولم توضح الوكالة تاريخ الحادث او مصير الاشخاص الذين كانوا على متن الزورق. وذكر في بيروت ان مقاتلين اكراد سيطروا على مدينة عامودا في محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا بعد انسحاب القوات النظامية منها بضغط من الاهالي، بعد ساعات من انسحابها من مدينتين آخريين في المنطقة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان «عناصر الاستخبارات والشرطة انسحبوا من المدينة بضغط من الاهالي الذين قاموا بتظاهرات حاشدة للمطالبة بخروجهم تجنبا لتعرض مدينتهم لمعارك دامية شبيهة بتلك التي حصلت في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين وانتهت بسيطرة المعارضين». وكان المرصد افاد في وقت سابق ان «مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي (فرع حزب العمال الكردستاني التركي) سيطروا الليلة الماضية على مدينتي تل تمر والدرباسية بعد محاصرة مديريتي الشرطة فيهما، بالاضافة الى مقار للمخابرات العسكرية وامن الدولة وغيرها من المراكز الامنية لساعات طويلة». واوضح عبد الرحمن ان الاهالي شاركوا في الحصار واجروا مفاوضات مع القوات النظامية طالبين منها الانسحاب من هذه المقار لتجنيب مناطقهم معارك كتلك التي شهدتها مدينة راس العين الجمعة. وقال ان المقاتلين الاكراد سيطروا ايضا على المعبر الحدودي مع تركيا في الدرباسية، وهو معبر صغير. ولا يزال النظام يسيطر على اكبر مدينتين في محافظة الحسكة هما القامشلي والحسكة وعلى معبر القامشلي الحدودي مع تركيا المقفل امام حركة العبور ومعبر كسب القريب من اللاذقية، بينما اصبحت كل المعابر الاخرى بين سورية وتركيا في ايدي المعارضين. وقال ناشطون اكراد في بريد الكتروني ان اللجان الشعبية التابعة ل»حزب الاتحاد الديموقراطي»، «طلبت من النازحين الاكراد العودة الى رأس العين بعدما اصبحت خارج سيطرة النظام بشكل كامل».