شهد لبنان امس حركة ديبلوماسية لافتة، كان ابرزها للسفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي الذي زار رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الكبيرة، وقال بعد اللقاء: «نقلت للرئيس سلام رسالة دعم من السلطات الفرنسية اذ كنت في باريس الأسبوع الماضي للمشاركة في مؤتمر السفراء السنوي، وبالتأكيد سمعتم التصريحات التي أعلنها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في ما خص لبنان واهتمامه بأمن لبنان واستقراره، اذاً هي رسالة صداقة ودعم في وقت يمر لبنان بظرف صعب. ونحن أيضاً قلقون ومهتمون كثيراً باستقرار لبنان، فالرسالة هي رسالة صداقة ودعم ومساندة للبنان، ونحن نأمل دائماً بأن يتمكن لبنان من انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن وهذا مهم جداً بالنسبة إلينا ومفتاح حل للمؤسسات. ومن المهم جداً ان يكون هناك رئيس حتى ينتظم عمل المؤسسات في لبنان بشكل جيد». وإذ أكد «دعم عمل الحكومة اللبنانية»، قال: «نحن نُحضر للاجتماع المهم في 26 ايلول(سبتمبر) الجاري في نيويورك. وسيكون هذا الاجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وستتمثل فرنسا بوزير الخارجية لوران فابيوس، ونحن الآن في اطار التشاور حتى تكون لحظة مهمة من الدعم الدولي للبنان من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، خصوصاً وأيضاً من قبل أعضاء آخرين في مجلس الأمن الدولي ومجموعة الدعم الدولية للبنان، وأيضاً لأن فرنسا متعلقة بلبنان»، مشيراً إلى أنه «خلال الأسبوع المقبل ستوفد فرنسا بعثة من مجلسي الشيوخ والنواب تضم خمسة أعضاء من مجموعة الصداقة اللبنانية - الفرنسية وبعدها ستقوم وزيرة من الحكومة الفرنسية بزيارة لبنان للتوقيع على اتفاقية تعاون لأننا نريد ان نبرهن أننا دائماً إلى جانب أصدقائنا». والتقى سلام سفير السويد لدى لبنان وسورية نيكلاس كيبون وبحث معه الأوضاع العامة في لبنان والعلاقات بين البلدين. وكان باولي تناول مع وزير الاتصالات بطرس حرب العلاقات الثنائية بين لبنانوفرنسا وسبل التعاون على صعيد الاتصالات. وأشار باولي إلى أنه لم ينقل إلى حرب أي رسالة خاصة، إنما بحث معه في «المواضيع التقنية والتعاون على صعيد الاتصالات، خصوصاً أن فرنسا رائدة في هذا المجال»، كما أكد «دعم بلاده للبنان على الصعيد السياسي». وفي وزارة الخارجية استقبل الوزير جبران باسيل المنسق الخاص للأمم المتحدة ديريك بلامبلي الذي قال بعد اللقاء:»عقدت اجتماعاً جيداً مع وزير الخارجية، ونقلت إليه كما نقلت إلى قائد الجيش اللبناني (جان قهوجي) صباحاً، تضامننا وتعاطفنا إزاء الأعمال الوحشية التي يقوم بها المتطرفون خصوصاً بقتلهم جندياً آخر من قوات الجيش اللبناني. كما شددت على أهمية الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة (اول من) امس، من اجل الوقوف والتصدي لهذه المحاولات التي من شأنها ضرب وحدة لبنان والسلم الأهلي فيه». اضاف: «كما تحدثنا عن مواضيع تتعلق بالعلاقات والتعاون بين لبنان والأمم المتحدة وعن القرار 1701 وعمل مجموعة الدعم الدولية، واهتمام الأمين العام، من اجل تقديم المزيد من المساعدات الى لبنان على الصعيد الاقتصادي والإنساني والعسكري». وعن هدف زيارته المملكة العربية السعودية، قال بلامبلي: «زرت عدداً من العواصم أخيراً. وأصدرت بياناً بعد الزيارة قلت فيه انني ناقشت مع رئيس الحكومة كيفية دعم لبنان، ونقلت الى الجانب السعودي شكر الامين العام للأمم المتحدة على المساعدات التي قدمتها المملكة الى اللبنانيين وخصوصاً للجيش اللبناني في هذا الوقت العصيب». وفي شأن الانتخابات الرئاسية قال: « توقيت الانتخابات الرئاسية مهم جداً ونريد حصولها في اقرب وقت ممكن، وعدا ذلك هذا شأن لبناني لناحية اختيار الاسم والشخصية. ما يهمنا هو العمل على تشجيع أصدقائنا اللبنانيين على اجراء انتخابات ناجحة في اسرع وقت ممكن، تؤمن الاستقرار والثقة في لبنان». وكان بلامبلي زار قائد الجيش الذي التقى ايضاً سفير كوريا الجنوبية جونغ ايل شوي، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد. السفير الألماني ثم التقى باسيل السفير الألماني لدى لبنان كريستيان كلادج الذي قال: «بحثنا في التطورات في المنطقة والأحداث المقلقة في العراق والخطوات والإجراءات التي من الممكن التي يتخذها المجتمع الدولي في هذا الإطار، في ضوء الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي سيعقد في نيويورك خلال الشهر الجاري، وطبعاً ناقشنا الوضع اللبناني الداخلي والوضع في عرسال، اضافة الى التحديات والمشاكل التي يتعرض لها الجيش اللبناني، وخصوصاً موضوع الرهائن، ونأمل بألا ترتكب جرائم اخرى». الى ذلك عرض رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو، مع السفير البريطاني لدى لبنان توم فليتشر لتطورات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة، واستبقاه الى مائدة الغداء.