أجري مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، عملية جراحية في البروستاتا في إحدي المستشفيات الحكومية في طهران حيث أعلن رئيس الفريق المعالج الدكتور علي رضا مرندي عن نجاح العملية، مؤكداً أن المرشد يتمتع بصحة جيدة. وقطع الرئيس الإيراني حسن روحاني زيارته لمدينة مشهد شمال شرق إيران، وعاد خامنئي في طهران. وكان يفترض أن يسافر روحاني من مشهد مباشرة إلي العاصمة الكازاخستانية دوشانبه. ويبلغ خامنئي من العمر 75 سنة، وانتخب لقيادة إيران بعد رحيل الإمام الخميني عام 1989. وانضم إلى صفوف المعارضين لحكم الشاه منذ أن كان في العشرين من عمره، وتعرض للاعتقال مرات عدة من قبل أجهزة استخبارات الدولة «السافاك» في عهد الشاه. وانتخب رئيساً للجمهورية عام 1981 بعد اغتيال الرئيس محمد علي رجائي. واعرب الرئيس الإيراني عن ارتياحه لنجاح العملية علي أيدي الأطباء الإيرانيين المتخصصين، مشيراً إلي أن المرشد لم يوافق على تأجيل روحاني زيارته إلي دوشانبه والتي تأخرت بضع ساعات. ونقلت وكالة أنباء «مهر» عن روحاني قوله إن الحال الصحية العامة لخامنئي «جيدة جداً وهو يتمتع بالحيوية والنضارة». لكنه أشار إلى «تعقيدات ما بعد العملية الجراحية»، واصفاً إياها بأنها «طبيعية». وقال رئيس الفريق الطبي المعالج للمرشد إنه سيمكث في المستشفي من 3 إلي 5 أيام قبل أن يخضع إلي فترة نقاهة لأسابيع عدة، يعود بعدها إلى روتين عمله اليومي. وأكد الطبيب أن العملية جرت تحت تخدير موضعي ولم تحتج إلي تخدير عام، مشيراً إلي أن بعض العمليات الجراحية من هذا النوع، تحتاج إلي إزالة البروستاتا وبعضها يحتاج إلي معالجة، لكنه لم يعط تفاصيل عن طبيعة العملية التي جرت للمرشد. وفي خطوة لافتة، بث التلفزيون الحكومي في الساعات الأولي من صباح أمس، خبر توجه المرشد لإجراء العملية، وقال خامنئي قبل توجهه إلى المستشفي إنه ذاهب لإجراء عمليه جراحية صغيرة وعادية ولا داعي للقلق، لكنه طالب الشعب الإيراني بالدعاء له. وهي المرة الأولى التي تصدر فيها معلومات رسمية حول صحة المسؤول الأول في إيران. وانتشرت إشاعات في وسائل الإعلام الأجنبية خلال الأعوام الأخيرة، عن معاناة خامنئي مع مرض البروستاتا. وباتت الإشاعات متداولة على نطاق واسع في ظل التزام المرشد الصمت طيلة أسابيع. لكنه ظهر مراراً في وسائل الإعلام خلال الصيف الحالي، للتعليق على المفاوضات النووية الجارية مع القوى الكبرى والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية على غزة. وتبذل وسائل الإعلام الحكومية أقصى جهدها لطمأنة الرأي العام على صحة المرشد، وخصوصاً عبر بث صوره في مناسبات مختلفة. وللمرشد صلاحيات واسعة في المجال العسكري، وهي ذات أهمية خاصة، لأن بإمكانه إبرام السلام أو إعلان الحرب والتعبئة العامة والإشراف على القوات المسلحة. لكن خطواته تخضع لرقابة مجلس الخبراء المكون من 86 رجل دين يتم انتخابهم مباشرة لمدة ثماني سنوات، ولهذا المجلس صلاحية تعيين المرشد أو عزله. ويقود هذا المجلس آية الله محمد رضا مهدوي خاني (83 سنة) الذي أصيب بأزمة قلبية في حزيران (يونيو) الماضي.