زار الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أمس مدينة ميناء ماريوبول (جنوب شرق)، رغم انها شهدت بحسب الانفصاليين الموالين لروسيا انتهاكات متقطعة لوقف النار خلال الليل، تركزت في مناطقها الشرقية التي اعتبرت مسرحاً لقتال عنيف قبل اعلان وقف النار الجمعة الماضي. وتعهد بوروشينكو الدفاع عن ماريوبول التي تقدم الانفصاليون تجاهها الأسبوع الماضي قبل إبرام وقف النار، وكتب على «تويتر»: «هذه أرضنا الأوكرانية، ولن نتخلى عنها لأحد. لذا، أمرت الجيش بتأمين الدفاع عن ماريوبول بقاذفات الصواريخ المتعددة والدبابات وغطاء جوي ستلحق هزيمة ساحقة بالعدو». تزامن ذلك مع اعلان الأممالمتحدة إن عدد قتلى الصراع المستمر منذ 5 أشهر تجاوز 3 آلاف، بينهم 2729 قتيلاً في المعارك و298 في حادث إسقاط الطائرة الماليزية بصاروخ ارض – جو روسي في تموز (يوليو). وتوقع المتمردون حصول تبادل كامل للأسرى مع القوات الحكومية غداً، علماً انهم سلموا 15 أسيراً اول من امس. لكنهم اتهموا القوات الحكومية بالاستعداد لاجتياح بلدة قرب مدينة دونيتسك (شرق)، حيث سمع مراسلون دوي قصف بقذائف هاون استهدف ساحة مطارها. ولفت اعلان سلطات «جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية عطلة أمس في مناسبة طرد «الفاشيين» من منطقة حوض دونباس الصناعية ولتي يتكلم غالبية سكانها الروسية. ويصف المتمردون الحكومة المركزية في كييف بأنها «فاشية» منذ ان فرّ الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش المتحدر من الشرق الى روسيا في شباط (فبراير) الماضي بعد أشهر من الاحتجاجات في العاصمة الأوكرانية. وصرح الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية السويسري ديدييه بوركهالتر بأن «وقف النار صامد عموماً لكنه هش، وهو لا يكفي وحده لذا ستكون الأيام المقبلة حاسمة، ويجب أن يسعى كل الأطراف الى تحقيق انفراج حقيقي». وأيدّ الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت تصريحات بوركهالتر حول وقف النار، مشيراً الى ضرورة بحث قضايا أخرى، مثل مهمة المراقبة التي ستنفذها منظمة الأمن والتعاون الأوروبية وادارة الحدود وتبادل السجناء وبدء حوار. ومع اعداد الاتحاد الأوروبي لائحة عقوبات جديدة على موسكو، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن وزير الصناعة والتجارة دنيس مانتوروف قوله إن بلاده «قد تبني سفناً حربية مشابهة لحاملات المروحيات الفرنسية ميسترال». وكان مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال الأربعاء الماضي إن «باريس لن تسلم أول سفينة من سفينتي ميسترال طلبتهما موسكو بموجب عقد قيمته 1.2 بليون يورو (1.58 بليون دولار)، بسبب تصرفاتها في شرق اوكرانيا». الى ذلك، نقلت «انترفاكس» عن ميخائيل اوليانوف، رئيس قسم الحد من انتشار الاسلحة والسيطرة عليها في وزارة الخارجية الروسية، قوله إن «مسؤولون من روسياوالولاياتالمتحدة سيجتمعون في موسكو الخميس لبحث معاهدة الحد من التسلح الموقعة عام 1987»، والتي أحاطت شكوك بمستقبلها بعد تدهور العلاقات بين البلدين بسبب أزمة اوكرانيا، وتصاعد التوتر اثر قمة الحلف الأطلسي الاسبوع الماضي. وتابع: «نعتقد بأن هذا الاتفاق مهم، ويجب ان ينفذ بطريقة مناسبة»، مشيراً الى ان روز غوتمولر، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي ستمثل واشنطن في المحادثات. ونصت المعاهدة التي أبرمت مع اقتراب نهاية الحرب الباردة، على إزالة صواريخ «كروز» وصواريخ باليستية نووية وتقليدية تطلق من الارض يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر. وتقول الولاياتالمتحدة إن «روسيا انتهكت المعاهدة بإجرائها تجربة لإطلاق صاروخ كروز من الارض، وهو ما تحظره المعاهدة. وأكد اناتولي انتونوف، نائب وزير الدفاع الروسي، الشهر الماضي التزام موسكو المعاهدة، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكك في كونها تخدم مصالح روسيا. كما شككت وزارة الخارجية الروسية في التزام الولاياتالمتحدة المعاهدة، واعتبرت ان استخدام الأخيرة لطائرات مسلحة بلا طيار ينتهك المعاهدة. ووافق الحلف الأطلسي في قمته الأخيرة بويلز الأسبوع الماضي على حماية دول شرق اوروبا من روسيا، وانتقد بشدة دور موسكو في أزمة اوكرانيا. وردت موسكو التي تنفي تورطها بالصراع، بالقول ان اللهجة التي يستخدمها الغرب تزيد التوتر في اوكرانيا. ووافق بوتين أمس على إعادة هيكلة الحكومة تلحظ منح وزارة الدفاع سلطات اضافية على صناعة الدفاع الحربية، بعدما حل وكالتين متخصصتين بعقود الدفاع الخاصة بالقوات المسلحة الروسية، وتسليم الأسلحة.