سأل كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، برلمانيين جزائريين «كيف ينظر الجزائريون إلى نزاع الصحراء الغربية؟»، وذلك خلال لقاء طلبه روس، للمرة الأولى، مع منتخبين في البرلمان الجزائري لمعرفة رأي المجتمع المدني في القضية الصحراوية. وأفيد أن روس أبلغ ممثلي الكتل البرلمانية أنه بحث مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في ملف العلاقات الثنائية مع المغرب وأن الرئيس الجزائري عبّر له «عن قلقه من خطر المخدرات التي تأتي عبر حدودنا مع المغرب»، كما أكد له «ضرورة تخفيف الطرف المغربي من لهجته الديبلوماسية (التصعيدية) إزاء الجزائر»، وأطلعه على خطط لتكثيف تبادل الزيارات الرسمية بين البلدين قريباً. وأعلن البرلمان الجزائري، في بيان، عن لقاء جمع بلقاسم بلعباس رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية، برفقة رؤساء وممثلين عن المجموعات البرلمانية الست الممثلة في المجلس، بروس، في ثاني يوم من تواجده في الجزائر. ونقل بيان البرلمان عن المبعوث الأممي قوله للنواب في افتتاح الجلسة إن هدف «جولته في المنطقة من جهة أولى هو إيجاد السبل التي تساعد على تسهيل العملية التفاوضية بين المغرب وجبهة بوليساريو من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول لدى الطرفين ويضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وأيضاً بحث تداعيات التطورات الحاصلة في منطقة الساحل على ملف الصحراء الغربية، من جهة ثانية». وذكر نعمان لعور رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم (الإسلامية) أن روس ذكر لمضيفيه أن «نزاع الصحراء الغربية أخذ وقتاً طويلاً وهذا مؤسف». وأضاف ل «الحياة»: «لقد رغب (روس) في توسيع معارفه عن الملف بطلب رأي (النواب) المنتخبين». وتابع: «أبلغناه أن الشعب الجزائري يدعم القضايا العادلة ويعتبر نزاع الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار»، وأيضاً أن «الملف (أساساً) بين المغرب وجبهة بوليساريو، فيما يمكن للجزائر وموريتانيا تقديم المساعدة بوصفهما بلدين جارين». ويوضح بيان البرلمان أن «المبعوث الأممي في حديثه أمام برلمانيي المجلس قال إنه يعمل على تقويم الجهود التي بُذلت خلال السنوات الخمس الأخيرة، ويسعى من أجل إحراز تقدم حقيقي في المفاوضات المباشرة بين الطرفين». وتابع البيان: «اتفق رؤساء وممثلو المجموعات البرلمانية لدى تناولهم الكلمة، تباعاً، على تأكيد حرص الجزائر في سياستها الخارجية على مبادئ حسن الجوار مع الجميع من جهة، وكذلك الدفاع عن القضايا العادلة من جهة أخرى»، كما «أكدوا أن الجزائر الحريصة على بناء اتحاد المغرب العربي ليست طرفاً في هذا النزاع ولكنها تبذل جهوداً كبيرة لإيجاد حل عادل له وفق قرارات الشرعية الدولية وإنهاء أمده الذي دام سبعاً وثلاثين سنة». وأوضح البيان أن المتدخلين الجزائريين أجمعوا أمام روس «على أن الأمر يتعلق بقضية تصفية استعمار وأن من الضروري تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره عبر استفتاء حر ونزيه وتحت إشراف الأممالمتحدة». وحرص رئيس لجنة الشؤون الخارجية بلقاسم بلعباس على الفصل بين علاقات الجزائر والمغرب وبين نزاع الصحراء، وأبلغ روس أن «العلاقات مع المملكة المغربية هي علاقات صداقة وأخوة». وفي سياق مختلف، أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف شؤون منطقة الساحل رومانو برودي أنه «إذا كان لا بد من تدخل عسكري في مالي فسيأتي كآخر حل»، مبرزاً أن «كل الحروب التي عرفها العالم تسببت في مآس بالنسبة إلى البشرية». وذكر في ختام لقاء مع الرئيس بوتفليقة: «أنا هنا للبحث عن السلم وعلينا العمل سوياً وبإرادة قوية من أجل إقرار السلم في المنطقة»، موضحاً: «لا تزال لدينا فرصة العمل من أجل السلام والاستفادة من الأطر الدولية والتزامات الأممالمتحدة في إطار مكافحة الإرهاب من أجل المحافظة على الوحدة الوطنية لمالي».