رفضت الجزائر وساطة إسبانية لحل النزاع في الصحراء الغربية، وجدد رئيس الدبلوماسية الجديد محمد بجاوي، لدى استقباله كاتب الدولة الإسباني للشؤون الخارجية ليون برنار دينو، قبل مغادرته أمس الأربعاء الجزائر باتجاه مناطق اللجوء الصحراوي بناحية «تندوف» التي تبعد عن العاصمة الجزائر بحوالي (2500 كلم أقصى الجنوب الغربي)، في إطار جولة يقوم بها إلى المنطقة تقوده إلى المغرب وموريتانيا، جدد رفض الجزائر لأي إطار آخر لمعالجة النزاع في الصحراء الغربية خارج هيئة الأممالمتحدة باعتبارها «الإطار المرجعي الوحيد» لأي تسوية في المنطقة. وكشف كاتب الدولة الإسباني الذي حل بالجزائر في إطار البحث عن حل للنزاع في الصحراء الغربية بما يسهم في استقرار منطقة المغرب العربية وبناء فضاء مغاربي متكامل، والوقوف عند مستجدات الملف بالأخص بعد تجديد الرئيس بوتفليقة عدم تخلي الجزائر «عن مبادئها في دعم القضية الصحراوية المعترف بها من قبل منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن» في الرسالة التي وجهها لجبهة البوليساريو، فضلا عن الرسالة التي بعث بها الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز إلى مجلس الأمن الدولي وإلى الاتحاد الافريقي يطالب فيها بالتدخل ل «حماية أفراد الشعب الصحراوي» كشف في تصريح للصحافة، أن إسبانيا قررت إرسال وفد برلماني يشمل ممثلين عن مختلف الكتل في غرفتي البرلمان إلى الصحراء الغربية قصد الإطلاع عن كثب على وضعية حقوق الإنسان في المنطقة وهذه أسابيع بعد رفض السلطات المغربية السماح لوفد من المنتخبين الإسبانيين بزيارة مدينة «العيون» من أجل الوقوف على الوضع الإنساني هناك. واعتبر بيان صادر أمس عن الناطق باسم الخارجية الجزائرية، أن اللقاء الذي جمع كاتب الدولة الإسباني للخارجية برئيس الدبلوماسية الجزائرية وكاتب الدولة للشؤون المغاربية عبد القادر مساهل أفضى إلى «توافق وتطابق في وجهات النظر حول ضرورة إيجاد حلّ سريع لطرفي النزاع وهما جبهة البوليساريو والمغرب في إطار المرجعية الأممية». وكانت الجزائر، على لسان وزيرها للخارجية السابق عبد العزيز بلخادم، أكدت أنها مع تطوير علاقاتها مع الأشقاء في المملكة المغربية في كل المجالات دون أي تحفظ وأنها تريد أن ترفع سقف التعاون بين الجزائر والمغرب دون أي اشتراط سواء تعلق الأمر بمسار قضية الصحراء الغربية أو الإطار الذي تحل فيه هذه القضية، وكان بلخادم يؤكد في كل مرة داخل الجزائر وخارجها أن الجزائر تعتبر قضية الصحراء الغربية «قضية تصفية استعمار» ومسارها هو الأممالمتحدة، مشددا مرارا على أنه «إذا كان هناك تشاور أو لقاء رباعي بين الجزائر والمغرب وفرنسا وإسبانيا، فالجزائر لن تحضر هذا اللقاء لأن قضية الصحراء الغربية تهم الشعب الصحراوي، والجزائر ليست وصية على الصحراويين.»