أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه لو عاد به الزمن إلى 15 آذار/مارس 2011 كان سيعيد ما قام به وقتها، وتساءل كيف يمكنه البقاء في سورية إذا كان الشعب والغرب ضده ف "هل أنا سوبرمان؟"، كاشفاً أن "غالبية الحكومات العربية تدعم سورية ضمنيا". وقال الأسد في حديث خاص إلى القسم الإنكليزي في قناة "روسيا اليوم" من دمشق، ضمن برنامج "أصحاب القرار" تم بثه اليوم إن ليس هناك ما يأسف عليه حتى اللحظة، مشدداً في رده على سؤال حول ما هي الأشياء التي كان ليفعلها بشكل مختلف "لو كان اليوم 15 آذار/مارس 2011، عندما بدأت الاحتجاجات بالتصاعد والتفاقم"، "كنت سأفعل ما فعلته في 15 آذار/مارس (2011)". وأضاف "لم أكن أنا المستهدف منذ البداية، ولم أكن أنا المشكلة بأي حال من الأحوال. الغرب يخلق الأعداء دائمأ"، واعتبر أن "المشكلة ليست بيني وبين الشعب، فأنا ليس لدي مشكلة مع الشعب. لكن الولاياتالمتحدة ضدي، والغرب ضدي والعديد من البلدان العربية ضدي، وتركيا ضدي"، متسائلاً "إذا كان الشعب السوري ضدي أيضاً، كيف يمكن أن أبقى هنا؟ هل أنا سوبرمان؟". وحول ما إذا كان يعتقد بأنه ما زال الرجل الوحيد الذي يمكن أن يحافظ على سورية موحدة، رأى أنه بموجب صلاحياته الدستورية "ينبغي أن أكون قادرا على حل هذه المشكلة"، مردفاً في الوقت نفسه بأن "أي سوري يمكن أن يكون رنيساً. هناك العديد من السوريين المؤهلين لهذا المنصب. لا يمكن ربط البلد بأسره بشخص واحد فقط وبشكل دائم". ورأى أنه بعد عشر سنوات "ينبغي أن أكون في سورية"، مضيفاً أن "الأمر لا يتعلق بالمنصب، سواء كنت رئيساً أو غير ذلك هذا ليس همي. أرى نفسي في هذا البلد وأن يكون هذا البلد آمناً ومستقراً وأكثر رخاء". وأضاف الأسد "لسنا في حرب أهلية، الأمر يتعلق بالإرهاب والدعم الذي يحظى به الإرهابيون من الخارج لزعزعة استقرار سورية"، مشدداً على أن الجيش والقوى الأمنية يواجهون "نوعاً جديداً من الحرب، حيث يمارس الإرهاب بالوكالة، سواء من خلال سوريين يعيشون في سورية، أو مقاتلين أجانب يأتون من الخارج". وأكد أن "علينا أن نتوقع أن تكون حربا قاسية وصعبة. ويصعب أن نتوقع أن بلدأ صغيرأ كسورية يمكن أن يهزم كل تلك البلدان التي تقاتلنا بواسطة عملائها خلال أيام أو أسابيع". وقال إن أحداً "لا يزعم أن لديه الجواب عن موعد نهاية الحرب ما لم يكن لدينا الجواب عن موعد توقف تهريب المقاتلين الأجانب من مختلف أنحاء العالم، وخصوصا من الشرق الأوسط والعالم الإسلامي". وشدد الأسد على أن الدول العربية "ليسوا أعداء"، وكشف أن "غالبية الحكومات العربية تدعم سورية ضمنياً، لكنهم لا يجرؤون على قول ذلك علانية"، متهماً تركيا بأنها "تدعم أكثر من أي بلد آخر تهريب الإرهابيين والأسلحة إلى سورية". ولفت إلى أن "ما نعرفه حتى الآن هو أن هذه الأجهزة (الاستخبارات الغربية) تقدم دعما معلوماتيا للإرهابيين من خلال تركيا في شكل أساسي، وأحياناً من لبنان، معتبراً أن "القاعدة" تسعى وراء إقامة إمارة إسلامية في سورية. وأوضح أن آخر مرة تحدث فيها إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كانت في أيار/مايو 2011 حين هنأه بالفوز بالانتخابات، متهماً الأخير بأنه "يعتقد شخصياً أنه السلطان العثماني الجديد، وأنه يستطيع السيطرة على المنطقة كما كان الأمر خلال عهد الامبراطورية العثمانية، لكن تحت مظلة جديدة. إنه يفكر في أعماقه بأنه خليفة". والمرة الأخيرة التي تحدث فيها إلى زعيم غربي كانت "قبل الأزمة"، ونفى أن يكون أياً منهم عرض عليه "بشكل مباشر" ترك الرئاسة، مؤكداً أن سورية "هي المكان الوحيد الذي يمكن أن أكون فيه. أنا لست دُمية، ولم يصنعْني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صُنع سورية، وعليَّ أن أعيش وأموت في سورية".