تحالف أقصى اليمين الإسرائيلي لخوض انتخابات الكنيست في الشهر الاول من 2013 يعني احتمال ان تحكم اسرائيل عصابتا جريمة منظمة من نوع «كارتل» المخدرات في المكسيك، او المافيا في نابولي. او ربما قلت إن تحالف ليكود واسرائيل بيتنا أخطر، لأن له قدرة اوسع على القتل والاذى من عصابة تبيع مخدرات، او تفرض «خوة» على المتاجر المحلية، فحكومة اسرائيل تملك قوة عسكرية تقتل الابرياء كل يوم. هل يريد القارئ مثلاً على مدى سقوط السياسة الاسرائيلية في أسر التطرف خارج تحالف الارهابيَيْن بنيامين نتانياهو وأفيغدور ليبرمان؟ صحافي اسرائيلي وكاتب معروف هو يائير لابيد شكّل حزباً جديداً اسمه «يش اتيد» (هناك مستقبل) لمواجهة العصابة الحاكمة محذراً من خطر عدم الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين. ولكن ما هي سياسة لابيد؟ هو وعد بالعودة الى طاولة المفاوضات، وامتدح المستوطنين واعتبرهم مناضلين وطنيين، وقال إن مستعمرات معالي ادوميم ومجموعة اتزيون والقدس ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية. ماذا بقي للتفاوض؟ قبل ايام كان الدجالان الارهابيان بنيامين نتانياهو وايهود باراك في اوروبا. رئيس الوزراء زار باريس ووزير الدفاع زار لندن، وكلاهما حرض على ايران وبرنامجها غير الموجود متجاوزاً ترسانة نووية في دولة نازية جديدة محتلة. أما حارس المواخير أفيغدور ليبرمان فيهدد بإلغاء السلطة الفلسطينية كأنه أقامها وهو كله والحكومة التي ينتمي اليها من دون شرعية. وأرجو ان يدفع نتانياهو ثمن تأييده ميت رومني في ولاية اوباما الثانية. نتانياهو من الوقاحة أن يقول إن الدول العربية ستستفيد من ضربة اسرائيلية للبرنامج الايراني وترحب بها. غير ان القادة العسكريين الاميركيين، وليس انا، حذروا اسرائيل من ان اي هجوم تقوم به على ايران سيعرض للخطر امدادات القوات الاميركية في الخليج، والقواعد التي ستستعملها القوات الاميركية لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي. النظام الايراني اسلامي في العلن وفارسي استعماري في الخفاء، وله اطماع تتجاوز حدوده وتهدد دول المنطقة، كما ان له طابوراً خامساً في بعض الدول العربية يهدد امنها ومستقبلها. لا دفاع عن هذا النظام، الا انه يصبح سويسرا حياداً ومسالمة بالمقارنة مع اسرائيل. الواقع ان الشيء الوحيد الذي يستطيع محمود احمدي نجاد ان يقوله ويقبل به الجيران العرب هو: على الأقل انا مش نتانياهو. في حكومة اسرائيل كلهم نتانياهو، وبعضهم يفكر في تأسيس احزاب سياسية لخوض الانتخابات، غير ان الاعضاء ومن حولهم يحملون اسماء مختلفة حتى تعرفهم زوجاتهم. وهكذا فالناطق باسم وزارة الخارجية ايغال بالمور قال ان زيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة قطاع غزة تعني تأييد الارهاب. اسرائيل البلد الارهابي الوحيد الباقي في العالم وكل عضو في الحكومة ارهابي من سلالة ارهابيين، اما اهل غزة فمناضلون في سبيل الحرية. الارهابيون هم الذين سرقوا بلاداً من اهلها ولا يزالون يسرقون ويقتلون ويدمرون كل يوم، وعندما لا يجدون اهدافاً محلية يغِيرون على السودان، او يغتالون في أوروبا والخليج، او يسرقون اموال دافعي الضرائب الاميركيين. ثلاثة اخبار سريعة - استطلاع اسرائيلي أظهر أن غالبية من الاسرائيليين تؤيد التفرقة العنصرية ضد الفلسطينيين. - الكنائس البروتستانتية الكبرى في اميركا أغضبت الجماعات اليهودية الى درجة أن هذه ألغت لقاء بين الجانبين لأن الكنائس بعثت برسالة الى الكونغرس تطلب فيها إعادة النظر في المساعدات العسكرية لاسرائيل. وهم الآن ينتقمون من الكنائس المسيحية المحلية ويحاولون فرض رسوم عليها أعفاها منها العرب المسلمون والعثمانيون لتضطر الى بيع اراضيها الوقفية لليهود. - دوف فايسغلاس، الذي عمل يوماً مستشاراً لايهود اولمرت، قال ان الهدف من حصار غزة فرض «رجيم» على أهلها ولكن ليس تجويعهم حتى الموت. اسرائيل تعيش في الوقت الضائع وستدفع الثمن على شكل ارهاب بسلاح دمار شامل اذا لم تتوصل الى سلام معقول (لا يمكن ان يكون عادلاً) مع الفلسطينيين. [email protected]