اعتبر المدير العام لحرس الحدود الفريق ركن زميم السواط أن الظروف المحيطة باليمن هي التي زادت نسبة تسلل مجهولي الهوية إلى المناطق الجنوبية في السعودية، مؤكداً أن المشروع الأمني الجديد سيقضي على هذه الجريمة قريباً، بفضل التقنية الجديدة التي تم تطبيقها في منطقة الحدود الشمالية ونجحت بامتياز. وأوضح السواط في تصريح ل «الحياة»، على هامش المؤتمر التنسيقي الذي عقدته مصلحة الجمارك في الرياض بالتعاون مع المديرية العامة لحرس الحدود أمس، بشعار «تعزيز سبل التواصل والارتقاء بالعمل المشترك ودعم العمل التكاملي»، أن ما نشر في أحد المنتديات حول وجود عصابات مسلحة من مجهولي الهوية تهدد الأهالي في المناطق الجنوبية غير صحيح، وسبق أن نفته «حرس الحدود»، واتخذت إجراءات لمحاسبة صاحب المنتدى. ولفت إلى أن «حرس الحدود» لا تنكر في الوقت ذاته وجود متسللين، ولكن ليس كما نشر بأنهم يهاجمون أهالي المنطقة أو يشكلون خطراً عليهم، مشدداً على أن التسلل ظاهرة عالمية، ولكن من النادر أن تجد المتسللين في دول العالم يمتهنون «الشحاذة» كما يحصل في السعودية. وأضاف أن عدد المخالفين الذين يقبض عليهم سنوياً يصل إلى نحو 500 ألف وتتم إعادتهم إلى دولهم، بينما النسبة التي تفلت من قبضة رجال حرس الحدود أقل بكثير من العدد السابق. وذكر السواط أن المشروع الأمني العملاق الذي تعمل عليه وزارة الداخلية في المناطق الجنوبية مماثل للمشروع الأمني الذي نفّذ في منطقة الحدود الشمالية، وتم بالفعل في المراحل الأولية وتنفيذ البنى التحتية من رادارات جديدة وأبراج مراقبة ووسائل تقنية متطورة جداً تكشف المتسللين والمهربين على حد سواء «وهذا سيحد من التهريب والتسلل بنسبة تصل إلى100 في المئة». وقال السواط إن المراكز الحدودية منتشرة على طول الشريط الحدودي، وتنطلق منها دوريات على مدار الساعة مجهّزة بكامل عتادها، بما في ذلك الكاميرات الحرارية والمناظير الليلية، إضافة إلى نقاط المراقبة والكمائن التي توضع في الأماكن التي يحتمل وجود تهريب فيها، كما أن هناك مصدات أمنية مثل «الشبوك» الشائكة التي تمنع أي دخول غير مشروع إلى السعودية. ونفى السواط وجود نقص في الضباط أو الأفراد الذين يعملون في الحدود، مؤكداً أن الحرب التي يخوضها رجال «الحدود» مع المهربين والمتسللين لن يتهاونوا فيها أبداً، معتبراً أن تكرار المواجهات الأمنية من حرس الحدود مع بعض عناصر الفئة الضالة على الحدود في منطقة نجران مؤشر إلى تضييق الخناق عليهم في الداخل، وهذا ما جعلهم يستخدمون أساليب الغدر والخيانة، وهو ما أدى إلى استشهاد 10 من منسوبي حرس الحدود خلال العامين الماضيين.