واصل عناصر الشرطة المصرية في سيناء إضرابهم عن العمل لليوم الرابع على التوالي، احتجاجاً على استهداف زملائهم من قبل مسلحين ناشطين في شبه الجزيرة. وقالت مصادر أمنية مطلعة ل «الحياة» إن عناصر الشرطة يحضرون إلى مقار عملهم (الأقسام ومراكز الشرطة) ولكنهم يقبعون داخلها ويرفضون التحرك في دوريات مرورية. وأمام هذا الوضع، جال مدير أمن شمال سيناء على مراكز الشرطة وسعى إلى طمأنة عناصرها. وفي وقت وصلت إلى مدن شمال سيناء تعزيزات للشرطة تتضمن عربات مدرعة من طراز «جورخا» كندية الصنع، دعت وزارة الداخلية بدو سيناء إلى مساعدتها في «بسط الأمن» وكشف أماكن وجود المسلحين و «الإرهابيين». وأشار مدير أمن شمال سيناء اللواء سميح أحمد بشادي إلى أنه يتم تزويد أفراد الشرطة حالياً بالأسلحة اللازمة لتأمينهم عند قيامهم بالمأموريات والخدمات الأمنية لمواجهة أي هجوم مسلح قد تتعرض له الخدمة الأمنية خلال أداء عملها، كما وُضعت خطة للانتشار الأمني وإعادة توزيع القوات. وكثّف الجيش أيضاً من وجوده وقام بعمليات تفتيش للسيارات والأفراد القادمين إلى شمال سيناء والمغادرين لها والمتنقلين بين مدنها للتحقق من شخصيتهم وتوقيف المشتبه بهم. وقال شهود إن قوات من الجيش بدأت إقامة تحصينات جديدة في بعض المناطق الحيوية في العريش تحسباً لقيام مسلحين بمحاولة استهداف مقار أمنية عبر طرق جانبية. وأفيد في هذا السياق بأنه تم تشكيل فريق بحثي برئاسة مساعد مدير الأمن العام للإشراف على خطوات تنفيذ الخطة الأمنية في سيناء، كما طلبت مؤسسة الرئاسة من محافظ شمال سيناء اللواء عبدالوهاب حرحور إعداد ملف عاجل بالمطالب الملحة لأهالي شمال سيناء، بعد الأحداث الساخنة التي شهدتها العريش خلال الأيام الماضية. وطالبت وزارة الداخلية من جهتها، أهالي سيناء بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لكشف «الخلايا الإرهابية» التي تسببت في مقتل عشرات من رجال الشرطة في الآونة الأخيرة. وقالت الوزارة في بيان أمس: «نظراً إلى الظروف الأمنية التي تمر بها سيناء وما تتعرض له الأجهزة الأمنية من استهداف لعناصرها واستشهاد العشرات منهم على أيدي قلة من المجرمين الذين لا يريدون لسيناء أن تنهض أو تستقر وتنعم بالسلام والأمن والأمان، نناشد جميع أهالي سيناء من مالكي السيارات، الأجرة والخاصة، أن تتعاون ... مع الأجهزة الأمنية من أجل حياة أطفالنا ونسائنا، وعدم تعريض حياة العامة للخطر على أيدي مجرمين يستخدمون كل الطرق لتنفيذ مخططاتهم». وطالب البيان الأهالي بنزع أوراق «الفوميه» عن زجاج سياراتهم والتي تمنع رؤية من في داخلها، مؤكدة أن الإرهابيين يستخدمون في عملياتهم سيارات عليها ألوان سوداء أو بنية لا تُظهر من بداخلها. وشدد البيان على ضرورة توقيف أي سيارة لا تحمل أرقاماً معدنية، أو أرقاماً غير ظاهرة، وتوقيف الدراجات البخارية التي لا تحمل لوحات معدنية، وإيقاف أي سيارة تقوم بحركات مريبة أو مشبوهة أو يقودها ملثمون، وإبلاغ الجهات الأمنية فور سرقة أي سيارة كي لا تُستخدم في عمل إرهابي. وأضافت الوزارة راجية أهالي سيناء «الإبلاغ في حال العثور على جسم غريب في مكان عام، ربما يكون متفجرات أو جسماً خطراً»، وشددت «على الجميع احترام الطريق وعدم السير في الطريق المخالف حتى لا يعرّض (السائق) نفسه للاشتباه، ونزع كل أشكال الزينة من على زجاج السيارات حتى لا تحجب الرؤية وتتسبب في مخاطر وحوادث». وجاء في نهاية البيان: «على مالكي العقارات والشاليهات عدم التعامل مع أي مشتبه أو غريب عن البلد والتأكد من البطاقة التي يحملها وتسليم معلوماته للجهات الأمنية في حينه». وباشرت النيابة العامة في العريش برئاسة المستشار عبدالناصر التايب المحامي العام الأول لنيابات شمال سيناء تحقيقاتها في حادث الهجوم المسلح أول من أمس على سيارة الشرطة التي أصيب فيها مفتش الأمن العام المقدم سليم سعيد الجمال الذي استولى المهاجمون على سيارته. وقال مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة إن «سيناء قطعة من مصر، لا يجوز إهمالها، ويحرّم التفريط في أمنها». وأشار إلى أن «مصر تعاني حالياً ظروفاً صعبة، تتطلب تكاتف الجميع، فحمل مصر ثقيل، ولا بد للجميع أن يتعاونوا، الحكومة من جهة، والمجتمع المدني من جهة، والشعب من جهة أخرى».