كشف المدير العام للشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي حرص وزارة الشؤون الاجتماعية على متابعة تعليم الأيتام «مجهولي الأبوين»، حتى في حال رغبتهم إكمال تعليمهم خارج البلاد لدراسة الماجستير والدكتوراة، وقال آل طاوي ل «الحياة»: «لدينا أكثر من 100 يتيم مبتعث خارج البلاد، تميزوا بدراستهم ورغبوا في أن يكملوا مشوار التعليم فاحتضنتهم الوزارة وسهلت لهم جميع الإمكانات». وأوضح أن الشؤون الاجتماعية منذ اللحظة الأولى التي تتسلم فيها اليتيم من وزارة الصحة، يحظى برعاية خاصة، وقال: «عندها يتم التنسيق مع وزارة الداخلية لاختيار اسم رباعي له حتى يعرف باسمه، ثم نتأكد من الأسرة التي تريد أن تكفله وترعاه من خلال عمل مسح كامل نقوم به». وأفاد بأن قوائم انتظار طويلة للأسر ترغب في كفالة اليتيم، وقال: «من أهم الشروط التي ندقق فيها ونحرص عليها عند اختيار الأسر هو تطابق البشرة، إذ لا يصح لنا أن نضع طفلاً ذا بشرة سمراء مع أسرة ذات بشرة بيضاء والعكس، إضافة إلى حرصنا على الرضاعة من أجل مستقبل الطفل مع الأسرة من ناحية الكشف والمحرم ليدخل من ضمن خلية الأسرة». وأشار آل طاوي إلى أن «الشؤون الاجتماعية» لديها جمعية تُعنى بدرس وضع الأسرة، إضافة إلى درس الاستقرار الأسري الاجتماعي، الاقتصادي، والوضع النفسي للعائلة حتى لا تكون هذه الأسرة مفككة وتريد منا أن نعطيها يتيماً لتكفله». ولفت إلى أن الدراسة الدقيقة التي تقوم بها الشؤون الاجتماعية تتضجر منها بعض الأسر أحياناً، وقال: «حتى بعد موافقة الأسرة واستلامهم الطفل نستمر بالمتابعة، وتكون لنا زيارتان، الأولى للبيت والثانية للمدرسة لكن من بعيد حتى لا يتضايق الطفل بين أصدقائه بالمدرسة، فنحن لنا طرقنا الخاصة للسؤال عنه»، منوهاً بأن الأيتام مجهولو النسب يتم إخبارهم بأوضاعهم بطريقة احترافية لا تجرحهم ولا تنقص من شأنهم، تحت مظلة اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين. وحول مشاكل العمالة غير المؤهلة لرعاية الأيتام، رغم توافر السعوديات الراغبات في العمل في دور الأيتام، قال: «نحرص على توظيف المرأة السعودية في دور الأيتام، وهذا توجه الوزارة الحالي في قرية الأيتام وسيكون الإشراف عليهم من جانب سعوديات، كما لدينا في دور الحضانة من الولادة إلى سن العاشرة سعوديات يشرفون عليهم ليسوا رجالاً أو عمالة»، مفيداً بأن العمالة الموجودة هي عمالة نظافة، لكن من يرع دور الأيتام سعوديات، ونحن حريصون كل الحرص على ذلك. من جهته، أوضح مدير إدارة رعاية الأيتام في الشؤون الاجتماعية بجدة مصطفى ولي خان أن «غالبية الأيتام لدينا في الشؤون الاجتماعية «مجهولو الأبوين»، وجميع من يدخل الدار يعامل معاملة السعودي ويمنح الجنسية السعودية، وحين يكبر يأتي إلينا بطلب رغبته في إكمال دراسته خارج البلاد ثم نرفعها لإدارة الأيتام وتتم الموافقة عليها». أحد الأيتام الذين احتضنتهم الدار تحدث ل«الحياة» عن معاناته كيتيم، وقال أسامة عبدالقيوم: «كنت أعيش في مكة، والآن أعيش في جدة، حين كنت صغيراً بدأت أتساءل كثيراً أين أبي أين أمي، ولم أجد إجابة شافية، وعند انتقالي إلى دار التربية بدأت أشعر بالوحدة وودت لو أن لي أباً أو أماً لأعيش معهم». ولفت إلى أنه كان يلقى معاملة قاسية وكثيراً ما كان يبكي، بيد أن انتقاله إلى دار التربية في جدة وجد فيه عناية أفضل وأكثر احتراماً وتقديراً. مضيفاً: «أنا الآن في المرحلة الثانوية، ومتفوق في دراستي، وأرغب في مواصلة دراستي الجامعية والابتعاث، وأحلم بإكمال تعليمي حتى أصبح طياراً».