خمسة هدم سادسهم، وهم في العرف ستة سابعهم ذو القبلتين، يحرص زائر مدينة رسول الله من الحجيج و غيرهم من قاصديها على زيارة «المساجد السبعة» و الوقوف عليها للعودة بشريط الذكريات إلى قرابة 14 قرناً إلى الوراء، إذ كانت أرض «يثرب» خير شاهد على عصر نشر الدعوة المحمدية التي بلغت أصقاع الأرض ليصل عدد معتنقيها الآن أكثر من بليون مسلم في كوكب الأرض. فبجوار «دوار القبلتين» يقع مسجد القبلتين ذو البياض الناصع على مساحة تقدر ب 3920 متراً مربعاً تعلوه مئذنتان وقبتان، ارتفاع القبة الواحدة يزهى نحو ال 17 متراً، كان المسجد شاهداً على تحويل وجوههم من القبلة الأولى للمسلمين «المسجد الأقصى» شطر بيت الله الحرام بمكة المكرمة بعد أن نادى المنادي بأن الوحي نزل على رسولهم بأن يولي وجهه شطر المسجد الحرام إلى قبلة رضاها له ربه، فأداروا وجوههم إلى هناك وهم يؤدون فريضتهم حتى حمل المسجد هذا الاسم إلى هذا اليوم. وإلى الشرق منه، وعلى بعد أربعة كيلو مترات تقريباً على امتداد «طريق خالد بن الوليد» وتحديداً للجهة الغربية من الجبل البازلتي داكن السواد «جبل سلع» والممتد من شمال طيبة إلى جنوبها بقرابة ال 1000 متر، والمرتفع ب 80 متراً عن سطح الأرض، فيما تقبع المساجد الستة المتممة ل «المساجد السبعة» والتي لم يبق منها سوى خمسة تسر الناظرين على سفح «سلع» الرابض بعرض يتراوح بين 300 و 800 متراً حملت أسماء صحابة رسول الله واسم ابنته، وهي مسجد الفتح، سلمان الفارسي، أبي بكر، عمر، علي، وفاطمة الزهراء، فيما سمي في غالبية كتب التاريخ ب «مسجد سعد بن معاذ» إضافة لمسجد الفتح. مجموعة المساجد الصغيرة، بناها عمر بن عبدالعزيز أثناء إمارته على المدينة، متجاورة إلى بعضها البعض في مواقع كانت تستخدم للمرابطة والمراقبة إبان غزوة الأحزاب، حمل كل مسجد منها اسم من رابط في ذاك الموقع عدا مسجد الفتح المقام في موقع «قبة» ضربت لرسول الله وهو المسجد الأكبر بينها، فيما اختفى من بينها مسجد أبي بكر الصديق بعد ما هدم ليتم إعادة بنائه و تجديده.