دمشق، بيروت، نيويورك، انقرة - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - يتابع «المجلس الوطني السوري» اجتماعه الموسع في الدوحة بعدما اقر امس نظامه الانتخابي الجديد الذي ينتظر ان ينتخب اليوم على اساسه اعضاء الامانة العامة والمكتب التنفيذي للمجلس اضافة الى رئيسه الذي يتم انتخابه بالاقتراع السري المباشر. واكد رئيس المجلس عبد الباسط سيدا ان المجلس سيشارك في الاجتماع الموسع الذي سيعقد غداً الخميس، بناء على دعوة حكومة قطر والجامعة العربية، للبحث في مبادرة عضو المجلس رياض سيف الذي اقترح انشاء هيئة قيادية جديدة تكون اكثر تمثيلاً وتتجاوز اطار المجلس. وحذر سيدا في كلمة امس امام اجتماع الدوحة من ان اي استهداف للمجلس سيطيل عمر الازمة، مشددا على ضرورة ان يكون المجلس هو «الركن الاهم» في عمل المعارضة. وانتقد تلكؤ العالم عن دعم المعارضة، قائلاً ان السوريين يشعرون انهم تركوا لمصيرهم وبات العالم كله متفقاً على عدم فعل اي شيء لانهاء محنتهم. من جهة اخرى، اقترح جورج صبرا احد المسؤولين في «المجلس الوطني» الانتقال فوراً الى مرحلة تشكيل حكومة انتقالية «تستقر في مكان محرر وآمن في داخل سورية». وقال ان وفدا من المجلس التقى مساء اول من امس وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية وابلغه بهذه الاقتراحات. واكد ذلك أمين سر الأمانة العامة في «المجلس الوطني» أنس العبد الذي قال ل «الحياة» انه «نتيجة لما يتعرض له الشعب السوري فالأفضل حالياً الانتقال للبحث في آليات تشكيل حكومة موقتة». في هذا الوقت نقل ديبلوماسيون في نيويورك عن مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان انه ابلغ مجلس الامن في جلسة مغلقة ان الموفد الدولي - العربي الاخضر الابراهيمي حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائهما في القاهرة، على ابداء مزيد من المبادرة لحل النزاع السوري. واضاف الديبلوماسيون ان فيلتمان ابلغ المجلس ايضا انه تلقى تقارير موثوقا بها عن استخدام قوات النظام السوري قنابل عنقودية في حملته على مواقع المعارضة. وكان لافروف التقى خلال زيارة لعمان رئيس الحكومة السورية السابق المنشق رياض حجاب. ونقل محمد العطري الناطق باسم حجاب ان اللقاء استمر نحو ساعة، وان لافروف دعا حجاب لزيارة موسكو لكن رئيس الوزراء السابق رفضها، قائلا انه لا يمكن ان يلبي هذه الدعوة في هذا الوقت وفي ظل ما يجري من اسالة للدماء في سورية وفي ظل موقف روسيا الحالي «غير الاخلاقي». واوضح العطري ان حجاب ابلغ لافروف انه «لا يوجد حل بوجود هذا النظام. عليه ان يرحل اولا ثم نبحث عن حل». على الصعيد الامني، قتل ما لا يقل عن 12 عنصرا من قوات النظام واصيب اكثر من عشرين بجروح نتيجة هجوم شنته المعارضة بالعبوات الناسفة والقذائف واطلاق الرصاص، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. واستهدف الهجوم شاحنة وحافلة وسيارة رباعية الدفع وناقلة جند مدرعة قرب بلدة محمبل في محافظ ادلب. واشار المرصد الى ان هذه البلدة تعرضت امس لثلاث غارات جوية، ويشهد محيطها اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية. وذكر المرصد ان عشرة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب اكثر من اربعين بجروح، جروح بعضهم خطرة، في انفجار ثلاث عبوات ناسفة مساء امس في ضاحية قدسيا غرب دمشق قرب مساكن الحرس الجمهوري. كما تواصل القصف وعمليات التفجير في دمشق وضواحيها، وانفجرت سيارة مفخخة في بلدة المعضمية جنوب غرب العاصمة، ما اسفر عن سقوط جرحى واضرار مادية جسيمة. وتلى ذلك انفجار سيارة اخرى في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة اقتصرت اضرارها على الماديات. وقتل مسلحون شقيق رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام في دمشق. وذكرت وكالة «سانا» الرسمية ان «ارهابيين اغتالوا الدكتور محمد اسامة اللحام في منطقة الثريا في الميدان بدمشق». ونقلت عن مصدر في المحافظة ان «الارهابيين ترصدوا الدكتور اللحام واطلقوا النار عليه في سيارته خلال توجهه الى عمله ما ادى الى استشهاده على الفور». الى ذلك تستمر الانشقاقات في صفوف كبار ضباط الجيش السوري. وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية ان سبعة ضباط كبار لجأوا امس الى تركيا حيث انضموا الى مئات العسكريين الاخرين المنشقين. وعبر الضباط المنشقون الحدود التركية - السورية المحاطة باجراءات امنية مشددة عند بلدة رينهالي الحدودية في محافظة هاتاي، واقتادتهم السلطات التركية الى مخيم اللاجئين في ابايدين في المحافظة نفسها والذي يؤوي مجمل الجنود السوريين المنشقين. وفي اطار تشديد النظام السوري اجراءاته ضد الفصائل الفلسطينية التي انتقدت اجراءاته ضد المعارضة عمدت اجهزة الامن السورية امس الى اغلاق مكتب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في حي المزة ومكتبي عضوي المكتب السياسي للحركة عماد العلمي وعزت الرشق في منطقة مشروع دمر. وباتت هذه المكاتب تحت مراقبة السلطات السورية ويمنع على احد دخولها.