قدّر متخصصون في اقتصادات الحج إيرادات الحج والعمرة هذا العام 2012 بأكثر من 62 بليون ريال، بزيادة نسبتها 10 في المئة مقارنة بالعام الماضي والتي بلغت 57 بليون ريال، مشيرين إلى أن تلك الإيرادات تمثل ثلاثة في المئة من الناتج المحلي للسعودية، وأن عدد القادمين إلى المملكة من الخارج بهدف الحج والعمرة بلغ العام الحالي نحو 12 مليون شخص. وعزا المتخصصون في حديثهم ل«الحياة» سبب زيادة الإيرادات إلى ارتفاع كلفة الحج والمعيشة، الأمر الذي انعكس وبشكل إيجابي على المرافق الخدمية من فنادق ومحال صرافة وتجزئة واتصالات ومطاعم في كل من مدن المنطقة الغربية، خصوصاً مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وشددوا على ضرورة إتاحة الفرص لعمل الشباب السعودي في مواسم الحج، وتقليص الاعتماد على العمالة الأجنبية الموقتة التي يستعان بها في العمل الموسمي تدريجياً، وتوفير البرامج التأهيلية والتدريبية التي تخولهم للعمل في هذه المواسم. وتوضح دراسة اقتصادية حديثة أن متوسط إنفاق الحاج الواحد يراوح بين سبعة آلاف و15 ألف ريال، مشيرة إلى أن 75 في المئة من الحجاج يراوح إنفاقهم بين ستة و18 ألف ريال، وتتوزع تلك النفقات على السكن والطعام والشراب، إضافة إلى الهدايا والاتصالات. ورأى خبير اقتصادات الحج والمستثمر في أعمال الحج والعمرة ياسر الخولي، أنه وعلى رغم كبر ضخامة التسوق في موسم الحج، إلا أن المنتجات السعودية المتمثلة في الهدايا والأعمال اليدوية تعد ضعيفة جداً، موضحاً أن جهود الأسر المنتجة تفتقر إلى قنوات التسويق ورعاة يكفلون لها منافذ تسويقية جيدة، كونها تجهل حجم الطلب في السوق لمحدودية قدراتها، مرجعاً سبب ذلك لغياب التنسيق بين الإنتاج الوطني للوصول إلى حجم الطلب. وأشار الخولي إلى أن دخول منتجات صينية مستوردة يقتل المنافسة ما لم تحظ المنتجات السعودية بنظام حماية جيدة ورعاية لتقويتها، منوهاً بضرورة وجود جهة تنفيذية من القطاع الخاص تحت مظلة حكومية تتولى الإنتاج المحلي، معتبراً أن السنوات الثلاث الأولى تعد مرحلة تنافسية قوية مع السوق الخارجية حتى يجد المنتج السعودي سوقاً وطلباً محلياً ودولياً. وشدد على ضرورة دعم إمكانات الشباب السعودي الابتكارية في صناعة هدايا الحجاج والمعتمرين والمواد الترويجية والتسويقية لكل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة، موضحاً أن حجم المبيعات يراوح بين 500 إلى 800 مليون ريال، مؤكداً أن إبراز هذه المنتجات المحلية ورعايتها في مثل هذه المواسم سيضاعف حجم الإيرادات في وقت قصير. واقترح الخولي تفعيل برنامج يسمى ب«حافز بلص» لتحفيز الشبان ودعمهم مادياً ومعنوياً لامتهان تلك المهن، وتدريبهم ضمن برامج تأهيلية، ما يوافر أيدي عاملة سعودية تعمل في أعمال الحج الموسمية من دون أية إشكالات مادية ومعنوية. واتفق مع الخولي المستشار الاقتصادي الدكتور حجازي إدريس، وقال إنه على رغم النشاط التجاري الكبير في مواسم الحج والعمرة والزيارة، إلا أن المنتجات المحلية تكاد تكون منعدمة، إذ إن معظم ما يتم عرضه وبيعه للحجاج والزوار منتجات مستوردة، مطالباً بأن تكون هناك بضائع تحمل لقب «صنع في السعودية، أو صنع في مكة». واعتبر إدريس أن التقصير في إبراز الصناعات المحلية يعود إلى رجال الأعمال بسبب عدم توفيرهم مساحة تجارية للمنتجات المحلية، مؤكداً ضرورة إبراز اللمسة السعودية حتى تستحوذ على حصة من الإيرادات التي تقدر بأكثر من 62 بليون ريال، كما ستسهم في توفير وظائف للعاطلين. من جهته، رأى الكاتب الاقتصادي الدكتور محمد العنقري، أن هناك منتجات وخدمات محلية تنعكس على الاقتصاد المحلي، وهناك فرص كبيرة لم تستغل إلى الآن بالشكل الكامل لتطوير صناعات وخدمات محلية، مشيراً إلى وجود برامج لتطوير صناعات محلية صغيرة.