يحاول منتجون وفنانون مصريون تغيير العرف الذي حوّل شهر رمضان إلى الشهر الدرامي الوحيد خلال السنة، مؤكدين أن مثل هذا الأمر غير موجود في الخارج، حيث الأعمال التلفزيونية لا ترتبط بموسم، يضيع فيه العمل الجيد وسط زحمة العروض. محمود عبدالعزيز أكد أنه لم يكفّ عن المطالبة منذ سنوات بأن تكون هناك مواسم موازية للموسم الدرامي الرمضاني، وذكّر بما كان يحدث قديماً في مصر، وقال: «لا أحد منا ينسى المسلسلات التي كان ميعادها ثابتاً لدى المصريين، إذ كان هناك عملان: الأول في الثانية عشرة ظهراً، والآخر في السابعة مساء. ولكن، عاماً بعد الآخر، اختفت هذه العادة، واهتمّ المنتجون بموسم درامي وحيد خلال شهر رمضان ال ذي أصبح بمثابة حلبة الصراع بين المنتجين، وبينهم وبين القنوات الفضائية». ورأى عبدالعزيز أن «لا خروج من هذه الأزمة التي تحولت إلى منافسة غير شريفة سوى بإيجاد موسم جديد». وتشاركه في الرأي الفنانة فيفي عبده التي أوضحت أنها لا تهتم على الإطلاق بأن يعرض عمل لها في شهر رمضان أو لا، لإيمانها بأن المسلسل الجيد سيجذب المشاهد أياً كان الشهر الذي يعرض فيه وأياً كان توقيت عرضه، وأضافت: «ليس شرطاً أن يحقق عمل يعرض في شهر رمضان نجاحاً». واستشهدت بمسلسلها «الحقيقة والسراب» الذي عرض خلال الشهر الفضيل قبل سنوات من دون أن يلقى النجاح المطلوب إلا بعد عرضه الثاني، حيث حقق نجاحات مضاعفة. تكاتف صناع الدراما وعبّر المخرج محمد فاضل عن سعادته بعرض مسلسله «ويأتي النهار» أوائل العام المقبل بعدما خرج من السباق الرمضاني، وقال إنه بذلك سيلقى نسبة المشاهدة التي يستحقها، من دون أن يخفي خشيته من الظلم الذي كان سيتعرض له لو عرض في رمضان، مثلما حدث مع كثيرين من النجوم. وأشار المنتج محمود شميس إلى أنه مع استحداث موسم درامي جديد، لتجاوز أزمة التسويق المتكدسة في شهر رمضان، وقال إنه من غير المنطقي ألا يطل نجوم مصر بمسلسلات جديدة سوى خلال شهر واحد في العام كله. ولم يخف خشيته من أن يواجه الموسم الجديد أزمة إعلانات بما أن المعلنين يركزون على الشهر الفضيل فحسب، لكنه رأى أن المشكلة ستزول مع تكاتف صناع الدراما التلفزيونية للتخلص من المأزق. أما الفنان فاروق الفيشاوي فاعتبر أن بث مسلسله «أهل الهوى» بعيداً من شهر رمضان سيثبت للجميع أن العرض الرمضاني ليس شرطاً ليحقق مسلسل ما قاعدة جماهيرية. وأشار إلى أنه لم يسعَ طيلة حياته إلى أن يعرض له أي عمل في رمضان، وقال إنه كان يترك الأمر برمته للمنتج، ويترفع عن الصراعات والمنافسات ليفوز عمل له بمقعد في دراما رمضان. فما يعنيه هو تقديم الدور بالشكل المطلوب فقط، أما التسويق فمضمون إن كان العمل جيداً. يذكر أن عدداً كبيراً من المخرجين والمنتجين قرروا عرض أعمالهم قبل شهر رمضان المقبل مثل مسلسل «على كف عفريت» للمخرج كمال منصور ومسلسل «مدرسة الأحلام» للنجمة ميرفت أمين ومسلسل «الصقر شاهين» للفنان السوري تيم الحسن.